صحيفة أسبانية تربط التوتر بين موريتانيا ومالي بالصراع بين روسيا والناتو في أفريقيا

أربعاء, 08/05/2024 - 16:20

تناولت صحيفة LARAZON الأسبانية التوتر المتصاعد مؤخرا بين موريتانيا ومالي، معتبراطة أنه يمثل أحد أوجه المواجهة بين روسيا والناتو في أفريقيا.

 

وقالت الصحيفة في تقرير مطول إن التوترات القائمة بين موريتانيا ومالي تهدد التوازن الهش للقوى في منطقة الساحل، المحاصرة منذ عقود من قبل الجهادية المسلحة والانقلابات وما تلاها من انجراف استبدادي. 

وقالت إن الدولتين تمران بنقطة حرجة في علاقاتهما، حيث أظهرت الأشهر القليلة الماضية الوضع الهش الموجود على الحدود المشتركة بينهما والتي يبلغ طولها 2260 كيلومترا.

وعرجت على التدريبات العسكرية للجيش الموريتاني على طول حدودها المشتركة مع مالي، والتب أكد أن هدفها هو تحديد "الاحتياجات اللوجستية" للوحدات العسكرية و"اختبار أسلحة المشاة والمدفعية والمدافع المضادة للطائرات وقاذفات الصواريخ والطائرات المقاتلة".

واعتبرت أن هذه التدريبات لن تكون ذات أهمية إذا لم نأخذ في الاعتبار التوترات الأخيرة التي نشأت بين مالي وموريتانيا نتيجة للتوغلات العرضية التي تقوم بها القوات المسلحة المالية (FAMa) بالتعاون مع عملاء روس مدمجين في الفيلق الأفريقي (المعروف سابقًا باسم الفيلق الأفريقي) مثل فاغنر). وفي 9 أبريل/نيسان، اقتحموا قرية فاسالا الحدودية، في سياق مطاردة سعت إلى مطاردة مقاتلي حركة استقلال أزواد، مما أسفر عن مقتل مدني موريتاني في هذه العملية . وفي 4 مارس/آذار، تم اعتقال أربعة مدنيين موريتانيين كانوا مسافرين عبر مالي عبر ممر ديما، بحجة استجوابهم.

وتناولت الصحيفة عملية توغل جديدة لم يتم الإبلاغ عنها في 3 مايو/أيار عندما اعترضت القوات الموريتانية الجيش المالي بالقرب من أمورج. 

ورأت أن الأزمة تتصاعد مع كل توغل ومع كل قتيل لدرجة أن كلا البلدين يرسلان وفودًا إلى عاصمتيهما منذ أسابيع بهدف تخفيف التوترات. 

وذكرت أن زيارات الوفود المتبادلة بين البلدين لم تنجح في تخفيف الأزمة، التي تفاقمت بعد الرسالة الواضحة التي عبرت عنها المناورات العسكرية الموريتانية الأخيرة على طول الحدود.

ويتعين علينا أن نضيف إلى كل هذا العلاقة الوثيقة على نحو متزايد بين الاتحاد الأوروبي وموريتانيا، على حساب العلاقات البالية بين الأوروبيين (وفرنسا على رأسهم) والمجلس العسكري الذي يحكم مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وعادت الصحيفة إلى الوزراء مذكرة بزيارة مفوصة الاتحاد الأووربي أورسولا فون دير لاين ورئيس وزراء اسبانيا وبيدرو سانشيز إلى موريتانيا قبل أشهر والاي ركزت على احتواء موجة الهجرة التي بدأت في عام 2023 والتي تهدد بإرهاق قدرات الاستقبال الأوروبية.

وقالت الصحيفة إن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وموريتانيا، والذي يُترجم إلى مساعدات اقتصادية ولكن أيضًا عسكرية وفي مجال الطاقة، بهدف واضح هو تأمين الحدود الأوروبية، لا يزال يُنظر إليه على أنه تهديد متزايد للمجلس العسكري الذي يعيش في خوف دائم من التدخل المسلح من قبل الدول الأوروبية.

ورأت أنه ورغم أن موسكو أصبحت الشريك الرئيسي للمجلس العسكري في منطقة الساحل، فإن الطوق الأمني ​​الذي فرضه حلف شمال الأطلسي يواصل صب الوقود على النار التي تشتعل ببطء في منطقة الساحل.

وعرجت على تعزيز حلف الناتو لتعاونه مع موريتانيا منذ عام 2022 حيث أفاد نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للشؤون السياسية والأمنية، خافيير كولومينا، بعد زيارة إلى نواكشوط في مايو 2022، أن الدولة الواقعة في غرب إفريقيا تعد لاعبًا "رئيسيًا" في منطقة الساحل محاور "أساسي" في قضايا الأمن الإقليمي. 

كما استقبل وزير الدفاع الوطني الموريتاني وفدا من حلف شمال الأطلسي برئاسة الأدميرال روبرت باور، رئيس اللجنة العسكرية للحلف، في 4 مايو/أيار، حيث "ناقشوا التعاون المتبادل بين الطرفين" في المجال العسكري.

 

وخلصت الصحيفة في تقريرها إلى أن مرد كل ذلك هو مصلحة حلف الأطلسي في الحد من توسع النفوذ الروسي في هذا الجزء من القارة الأفريقية. 

 

 

تصفح أيضا...