ترابط عشرات النساء في نواذيبو، منذ 3 ليال (عشية رمضان)، امام مخازن مفوضية الامن الغذائي، للظفر بالسلة الغذائبة الرمضانية المدعومة.
و تقول المرابطات، إنهن رغم مضي ثلاثة ليال على تواجدهن امام مفوضية الامن الغذائي و صبرهن على البرد القارس و الرطوبة في الشارع، فإنهن لم يستطعن حتى الآن الوصول إلى نقطة تسجيل المستفيدين من هذه السلة الغذائية، و يرجعن ذلك إلى كثرة الطلب على السلة و سوء التنظيم المعتمد في العملية، و سهولة بيعها للتجار، المرابطين هم ايضا امام المخازن!
و انتقد العديد من النساء ، عدم تعاطي السلطات الإدارية مع مطالبهن، المتمثلة أساسا، في ضبط النظام و عدم إعطاء الاسبقية لمن لم يشارك في الطابور، مشيرات إلى انهن حاولن إبلاغ والي الولاية، لكن الابواب كانت موصدة ، كعادتها امامنا، كما قلن!
هذا و استغرب عدد من نشطاء مدينة نواذيبو، الإجراءات المتبعة في عملية بيع السلة الغذائية المدعومة، واصفينها بإذلال المواطنين و احتقارهم، إذ كيف لسلطة تحترم نفسها و تقدر شعبها، ان تترك مجموعات من النساء الهشات و الضعيفات يبتن ليال متتالية في العراء، في انتظار الحصول على "حق" او دعم، تقدمه لهم دولتهم؟!
مولاي ولد حيّه (رئيس رئيس تجمع شباب نواذيبو السابق) يستكنر تجمهر و مبيت المواطنين امام مخازن مفوضية الامن الغذائي، و يقول إن الصورة تعكس مدي احتقار المواطن الموريتاني لنفسه قبل ان تحتقره الحكومة، مستغربا استدعاء السلطات المخلية لقناة الموريتانية، لتوثيق الحشد و تثمينه في نشراتها الإهبارية على اساس أنه إنجاز.
و يضيف الناشط الجمعوي المعروف، ان الأمر يعدو ان يكون لا يعدو "محگرانية" و سلب كرامة و "اتمرميد" أنفة شعب مغلوب علي امره فالتراب. كما قال.
يذكر ان السلة الغذائية الرمضانية، تباع ب 24،5 الف اوقية (ق) و تتكون من خنشتين من السكر و الأرز (25كلغ) و قنينة زيت و 5كلغ من السكر و 2 كلغ من اللبن و 1 كلغ من التمر و 10 علب من السردين، و على امل الحصول على تلك المواد الغذائية، توصل نساء نواذيبو، انتظار دورهن، مفترشات رصيف الإسمنت و جالبات معهن عشاءاتهن و ادوات الشاي و الاغطية، و يتبادلن أطراف الحديث، كل ذلك و أكثر، كانهن في زاوية من بيوتهن، رغم مرور كافة رجالات السلطة جنبهن!
باباه ولد عابدين - نواذيبو - مراسلون