شهدت الشركة الموريتانية للبريد (موريبوصت) خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا تمثل في تخلصها من حالة العجز الذي كانت ترزح تحت وطأته بسب تراجع ثقة الزبناء، وضعف الخدمات.
وتدني مستوى الكادر البشري، وهشاشة البنية التحتية، والضرائب الوهمية التي كانت تفرضها على أكثر من 18898 حسابا ميتا لم يجر أصحابها أي معاملة مالية منذ العام 2008.
وقد تسبب هذا الواقع في لجوء الشركة لأخذ أكثر من 502 مليون أوقية من أصول أموال المودعين كتعويض عن عدم تفعيل الحسابات الميتة، ليتم بعد ذلك عزل هذه الحسابات ووضع المبلغ فى حساب حتى تتم تسويته.
إضافة إلى هذا الواقع عانت الشركة خلال عقدها الأخير من عجز مالي بلغ أكثر من 522 مليون اوقية قديمة.
وقد استطاعت الشركة التغلب على عجزها في ظرف سنتين فقط بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الإدارة الجديدة ،بقيادة المدير العام السيد على ولد عيسى، حيث سجلت الشركة خلال العام 2021 خسارة بأكثر من 37 مليون اوقية قديمة بينما حققت فى سنة 2022 ربحا زاد على 121 مليون أوقية قديمة ومن المتوقع أن تزيد أرباحها هذه السنة 2023 على 300 مليون اوقية قديمة.
وذلك بفضل مجموعة من الإصلاحات التي أرست دعائمها الإدارة الجديدة تمثلت في:
- تكوين الكادر البشري
-وتحسين أوضاعه المادية
- إطلاق حملة وطنية للتعريف بخدمات الشركة جابت مختلف ربوع الوطن .
- تحسين خدمات الشركة المالية وزيادتها بما يتناسب مع التطور التكنلوجي الذي تعيشه البلاد.
- استحداث تطبيق بريد كاش للدفع الألكتروني.
- توسيع دائرة انتشار خدمات المؤسسة وتقريبها من المواطن حيث فتحت الشركة خلال السنتين الماضيتين أكثر من 10 مكاتب جديدة.
كل هذه التحسينات جعلت شركة موريبوصت تتبوء المراكز الأولى وطنيا من حيث سعة الإنتشار وتقديم الخدمات البريدية والتحويلات المالية.
كما تم في إطار الإصلاحات الجديدة أيضا تطوير الخدمات البريدية وعقد اتفاقيات مع بعض الشركاء مثل الشركة التركية للطيران التي ألزمتها موريبوصت بإيصال الطرود الخارجية في وقت لايتجاوز 72 ساعة .
علاوة على وفائها بكل التزماتها المالية مع مختلف الشركاء مثل: منح الطلاب ،وأصحاب المساعدات الإجتماعية والعدادين وغيرهم ، وذلك بشاهدة المؤسسات المعنية والمستفيدين .
إضافة إلى نسيج شبكة عنكبوتية من الشركات القوية التي باتت تربطها بمجموعة من المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية.
وفي الختام لايخفى على المتتبع لموريبوصت ماحققته من تطور مشهود في ظل الإدارة الجديدة وماباتت تطلع به من أدوار هامة في خدمة الوطن و المواطن والمشاريع الكبري للدولة، وهو مايمثل إنتفاضة قوية لشركة كادت أن تضمحل وتندثر.
بقلم الإعلامي : محمد ولد محفوظ