كنت في الأيام المنصرمة أنتجع في البادية وقد حاصرتني شركات الاتصال وأبعدتني عن ملاحقة الأحداث ومواكبة ما يجري في الوطن وخارجه وهي شركات تمتص الاموال وتكتنز الثروات وترفض تقريب الخدمة من المواطن وتلك قصة أخرى ..
النصرة المختطفة ..
وقفت مع قلة غيري وبكل صراحة في وجه موجة التكفير التي واكبت ما سمي في السنوات المنصرمة (بالنصرة ) التي انجرف فيها عامة من الناس وخاصة بحسن نية واستغلها بعض من الذين لم تعرفهم منابر خدمة الاسلام في ميادين العلم والتربية والتعليم وخدمة الفقير المعتر ..
بل خرجوا فجأة ليكتشفهم الناس أهل تكفير وتشكيك في النيات وامتحان في العقائد
لقد أنتج اختطاف النصرة ولاتسطيح خطابها حالة فجة من استبداد الرأي كما انتج موجة تكفيرية جديدة تحتاج إلى دراسة ، فهي موجة تكفيرية يقودها بعض من الذين يدعون التخصص في الدستور والقانون، يرفع أحدهم عقيرته بكفر الدولة والمجتمع رغم أنه غارق حتى الودجين في الاحتيال ومخالفة القانون، وتسلق هامتها ساسة طامحون لا تهمهم مطية الصعود بل يشغلهم مجرد حرق المراحل والوصول (ليس لدرجة العرفان ) بل للمقدمة بأي ثمن .. مع خليط يبحث له عن دور ..
استغل الجميع طيبة الشعب المسلم ومكانة المقدسات في ذهنية الأمة كي يقودوا موجة عارمة من التسطيح والخوض في الأعراض والتعريض بالجناب النبوي المشرف وذلك بجعل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وسيلة ابتزاز سياسي وهي نور الأفئدة وسراج القلوب وحلي إجماع الأمة ليختطفها البعض كأنها تخصه ومن ينطقها يجب أن يخضع لتعليماته !!! .
كانت حادثة الإساءة الأخيرة إلى رئيس الجمهورية في المشهد التمثيلي الذي أداره أحد النواب مثالا للإساءة السياسية المؤسسة على اختطاف لمفهوم النصرة وحرصا من النائب على أن يكون التفريط في الجناب النبوي سمة الجميع مع جعل الدفاع عنه ماركة مسجلة وملكا شخصيا ..
جعل النائب من رئيس الجمهورية الذي أوفد وزيره للشؤون للشؤون الاسلامية لمخاطبة الرأي العام بلسان طليق في الذب عن الجناب النبوي الشريف وشارحا اجراءات الدولة التي يتم في الان اتخاذها في عدة مسارات علمية إفتائية وإدارية وقضائية كل ذلك عند مؤلف المسرحية لا يستحق غير الثلب في العرض والتطاول على من يمثل إرادة الأمة ويجسد سيادتها بقرار من الناخب .
ما غاب عن النائب وغيره هو أن الدولة عند ما تستعيد مصداقيتها وتأخذ مكانتها في الصدارة دفاعا عن الثوابت ونيابة عن الامة يصدقها أهل الجد والرأي فتختفي الموافق الفردية ويرتاح من كان يبحث عن سد الثغرة من أهل الاختصاص بعيدا عن الاثارة ولفت الانتباه.
محمد غلام الحاج الشيخ