يواصل سكان نواذيبو التحضير لعيد الأضحى المبارك للعام 2023، و في ساعات الصباح الأولى يتدفق العديد من الساكنة إلى أسواق المدينة للتبضع و التزود بجديد الملابس و مواد الزينة، لاستقبال هذا اليوم الكبير.
و داخل أروقة سوق الغيران (وسط المدينة)، تتفحص النسوة و الفتيات، جديد موضة الملاحف و الفساتين، التي يجمعن أن أسعارها مرتفعة بالمقارنة مع نفس الأيام من السنة الماضية، حيث اشتريت ملحفة ب 2500 (قديمة)، بينما في العام الماضي لم تتجاوز أل2000، تقول فتاة متواضعة الجيب (المحفظة).
و تضيف أخرى أنها رغم الغلاء فقد اشترت نعلا من "رئة إسبانيا" ب بمبلغ 1500 و هي التي بيعت في العام الماضي بمبلغ 400 اوقية، مطالبة السلطات بالتدخل لوضع حد لجشع التجار كما قالت.
في وسط السوق، اعتادت بعض بائعات المجوهرات التقليدية و بعض الملابس البسيطة، عرض بضاعتهن، إلا أن هذا العيد، مخلف بالنسبة لهن، حيث منعتهن سلطة المنطقة الحرة من استغلال الساحة و تفرقن داخل الأزقة الضيقة و المليئة بالاوساخ و القمامة، كما قالت 2 منهن تحدثن لمراسلون مساء اليوم، مطالبات السلطات بالعدول عن قرار ابعادهن، لأننا بكدنا هذا و كسبنا الحلال، نعيل أسرا و نغني انفسنا و ابنائنا عن التسول و عن التحصيل الحرام، تضيف السيدات و هن متأسفات على واقع لا يملكن لتغييره، سوى مناشدة أصحاب القرار.
سوق الماشية ليست بالنشاز عن سوق الملابس، حيث يتفق الباعة و المشترون، على أن أسعار الأضاحي غالية (70 الفا للمتوسط) أصحاب المواشي، يعيدون الغلاء إلى ارتفاع تكاليف جلب الأغنام من مناطق الشرق إلى نواذيبو و يقولون ان شاحنة نقل لقطيع يتكون من 150 رأسا من الأغنام، تلكف 800 أوقية و هذا بغض النظر عن أجور العمال المرافقين و الضرائب و إعاشة القطيع، باعلاف غالية الاسعار (الحش)، طيلة الرحلة و قبلها و بعدها حتى تتم عملية البيع. مجرد اعذار، يقول الراغبون في الحصول على كبش العيد، الذين يرجعون طول مدة المراوغة مع الباعة، إلى انعدام السيولة، بسبب توقيف الصيد البحري الذي تزامنت فترته هذه المرة مع عيد الأضحى المبارك.
و رغم كل ما قد يحصل من الحراب، هنا و هناك، فإن ساكنة نواذيبو أو جلهم، قرروا أن يخلدوا عيد الأضحى هذا العام، بملابس جديدة و ذبائح سمينة، بعيدا من الرث و القث، فالناس اناس متمدنون و يحبون الحياة (تبارك الله) و هذا حقهم و خيارهم، فالحياة حياة و التحدث بالنعم شكر و تركها كفر، كما تروي المقولة الشهيرة.
باباه ولد عابدين - نواذيبو - مراسلون