كانت مداخلة الدكتور سيداعمر ولد شيخنا في ندوة منتدى الحكمة أمس الأحد متميزة تضمنت معلومات و تحليلات و مقارنات مفيدة و مما استوقفني فيها تتبعه للحالات التي قطعت فيها موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية و تقويمه لهذا القطع حيث ذكر حالات القطع المشرف و هي التي جاءت في سياق عربي و إفريقي توافقي أو عبرت عن مزاج شعبي راغب و مثل لها بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة في الستينات و مع مصر كامبديفيد و مع روديسيا و أخيرا مع الكيان الصهيوني ، ثم ذكر حالات القطع المفهومة بحكم المواقف المباشرة للمقطوع معهم و مثل لها بقطع العلاقات مع الجزائر أثناء حرب الصحراء و مع المغرب بعد محاولة 16 مارس الانقلابية و مع السنغال إثر أحداث 89 و كان النوع الثالث هو حالات القطع الغريبة و غير المبررة و مثل لها بقطع العلاقات مع إيران إثر أزمة مع الكويت و مع العراق تقربا لأعدائها و مع قطر أخيرا نظرا لحصار الرباعي لها ، و هكذا صنفها ما بين المشرف - نظرا لسياقه و أثره - و المفهوم - باعتبار سببه و دافعه - و الغربب - تأسيسا على نشازه و ضعف مبرره .