مصر وموريتانيا..علاقات فريدة وروابط تاريخية /صحيفة مصرية

ثلاثاء, 06/06/2023 - 00:58

عقد الرئيسان عبد الفتاح السيسي، نظيره الموريتانى محمد ولد الغزوانى مباحثات منفردة أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث ثمن الرئيسان التطور المستمر في العلاقات المصرية الموريتانية والروابط التاريخية الممتدة بين البلدين الشقيقين وما شهدته من تقدم مضطرد خلال السنوات الأخيرة على الأصعدة كافة، خاصة فيما يتعلق بالشق العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

 

كما بحث الرئيسان سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة، حيث أشاد الرئيس الموريتاني في هذا الخصوص بالتجربة التنموية المصرية، معربا عن التقدير لما تقدمه مصر من دعم وبناء القدرات والكوادر للأشقاء الموريتانيين في جميع المجالات.

 

- اللجنة العليا المشتركة تجتمع الشهر المقبل

 

وفي ذلك السياق، تم الاتفاق على عقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى وزيري الخارجية في شهر يوليو المقبل ليتم التوقيع خلالها على عدد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات، بما يعزز أطر التعاون والشراكة المصرية الموريتانية ويحقق مصالح الشعبين.

 

- التعاون في جميع المجالات

 

 تحرص مصر على تعزيز التعاون مع موريتانيا في مختلف المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات، خاصة في قطاعات الصيد البحري والزراعة والثروة السمكية والحيوانية وصناعة الدواء.

 

كما تلعب مصر دورا مهما في دعم موريتانيا في مجال التنمية والتعليم والصحة والزراعة، وقدمت مصر مساعدات مالية وتقنية لموريتانيا وأيضا قدمت فرصا للتدريب للطلاب الموريتانيين في الجامعات المصرية.

 

هناك أيضا تعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث يعمل البلدان سويا لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.

 

- العلاقات السياسية

 

في الجانب السياسي، تشهد العلاقات بين البلدين تواصلا وتعاونا وثيقا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث تعمل مصر وموريتانيا على تعزيز التعاون في إطار المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.

 

وخلال اللقاءات المتبادلة بين قيادتي البلدين، ظهر حرص الجانبين على تعزيز علاقاتهما في كافة المجالات، والحفاظ على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين بحيث تحقق كافة الأهداف المرجوة منها، وهناك حالة من الزخم تشهده العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في أعقاب زيارة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز إلى مصر في أبريل 2016، وما تلاها من زيارات رسمية رفيعة المستوى بين البلدين، وعقد اجتماعات للجان الفنية المشتركة بهدف تطوير العلاقات الثنائية واستشراف آفاق جديدة للتعاون في شتى المجالات.

 

كما تتفق رؤى البلدين بشأن المستجدات على الساحتين العربية والإفريقية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن، فضلا عن القضية الفلسطينية وجهود مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة سواء على المستوى الثنائي أو في إطار تجمع دول الساحل الخمس G5.

 

- الزيارات المتبادلة

 

فى عام 2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك، الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، استعرض الجانبان تطورات الأوضاع في ليبيا، وانعكاساتها السياسية والأمنية على دول الجوار الليبي.

 

وفى عام 2015، قام الرئيس الموريتاني السابق، بزيارة لمصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ26، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

وشارك الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، كما قام بزيارة إلى مصر التقى خلالها مع الرئيس السيسي، حيث تناولت المباحثات سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وموريتانيا وتعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية.

 

وفى عام 2017، قام محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا السابق على رأس وفد بزيارة لمصر للمشاركة في فعاليات منتدى شباب العالم.

 

وفى عام 2020 تلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا من الرئيس محمد ولد الغزواني، رئيس الجمهورية الموريتانية، تناول الاتصال تناول التباحث بشأن تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين الشقيقين، خاصة على الصعيد العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية.

 

- التعاون الاقتصادي

 

العلاقات الاقتصادية بين البلدين لها جذور وأصول منذ هجرة القبائل العربية من مصر إلى شمال المغرب العربي ومن ثم إلى موريتانيا وازدهرت منذ 2006، بعدما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الاقتصادي والفني بين مصر وموريتانيا، ومذكرة تفاهم أخرى للتعاون بمجال التنمية الإدارية، وتدشين برنامج تنفيذي للاتفاق الثقافي والفني والمهني، وتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون السياحي.

 

كما اتفق الجانبان، خلال انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة بينهما على دراسة المقترح الخاص بإقامة مشروع مزرعة نموذجية مشتركة في حوض نهر السنغال جنوب موريتانيا لتنمية الإنتاج الزراعي والحيواني، وتم والتوقيع على اتفاقية تعاون لفتح آفاق الاستثمار المشترك ودفع التبادل التجاري.

 

ساهمت مصر عن طريق شركة النصر في تأسيس شركة "سونمكس" عام 1965 التي شكلت عنصر توازن في السوق الموريتاني، ووفرت للبلاد موادا أساسية مستوردة من الخارج، وكانت الشركة تحتكر بيع واستيراد السكر والأرز والقماش والصمغ العربي، واستطاعت بناء مقرات جيدة في مختلف ولايات موريتانيا.

 

اشتملت المشروعات المشتركة بين البلدين على إنشاء أربع شركات موريتانية مصرية للصيد البحري في أول شراكة ثنائية بين البلدين، إذ يبلغ حجم الاستثمار المباشر في صيد وتصنيع الأسماك ما بين 18 و20 مليون دولار خلال فترة تمتد لما بين 3 إلى 5 سنوات، وهي شراكة بين مجموعة الدقهلية وشركة محمد الأمين الخطار في 14 نوفمبر 2017.

 

تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطورا في مجالي التجارة والاستثمار و مواصلة العمل لتعزيز التبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية بين البلدين، من خلال توفير البيئة القانونية المواتية وبناء الشراكات بين الفاعلين في المجالات التجارية والاستثمارية سواء على المستوى الرسمي أو القطاع الخاص.

 

كما يعمل البلدان على إنشاء أول مجلس مشترك لرجال الأعمال المصريين والموريتانيين وتعزيز التعاون الاقتصادى فى مجال الصيد والثروة السمكية والزراعة والثروة الحيوانية والدواء والمبادلات ومواد البناء وذلك للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بما يخدم البلدين.

 

وهناك بالفعل تعاون قائم بين رجال الأعمال فى البلدين والذى بدأ يتجسد من خلال الشراكة حيث توجد اليوم ما بين أربع وست شركات موريتانية مصرية للصيد البحرى وهذه الشركات هى أولى شراكة ثنائية بين البلدين، كما يتم إيفاد خبراء مصريين فى مجال المزارع السمكية و تدريب بحارة موريتانيين على الصيد التقليدى وصيد الأعماق.

 

 فى 3/4/2016 شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، مراسم توقيع 6 اتفاقيات ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات التعاون البحرى - الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية - البرنامج التنفيذى للتعاون الثقافى للفترة من 2016 إلى 2019 - التعاون فى مجال الثروة الحيوانية - مذكرة تفاهم بين وزراة الصحة والسكان المصرية ووزراة الصحة الموريتانية للتعاون فى مجال الصحة والدواء- بروتوكول للتعاون الثنائى فى مجال النفط والمعادن- وقع كل من الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية اتفاقية تعاون تمثل إطار قانونيا لفتح آفاق الاستثمار المشترك ودفع التبادل التجارى، وتمهد لإقامة مجلس مشترك لرجال الأعمال المصريين والموريتانيين.

 

- في 22/3/2017، قدمت مصر 6 منح تدريبية لتأهيل الكوادر الموريتانية، للتدريب بالمركز الدولي للزراعة في مجالات المياه والأراضي، وإدارة المزارع السمكية، وإنتاج وصحة الحيوان، وذلك في إطار تعزيز سبل التعاون الزراعي المشترك بين البلدين.

 

كما تفتح موريتانيا أبوابها أمام رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بحكم امكاناتهم وخبراتهم الكبيرة‏ وهناك يوجد شركات مصرية تعمل بالفعل في مجال رصف الطرق في موريتانيا‏.

 

- 11.3 % ارتفاعا في حجم التبادل التجاري

 

كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر وموريتانيا لتسجل 42.9 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 38.5 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 11.3%، حيث سجلت قيمة الصادرات المصرية إلى موريتانيا 41.1 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 38.3 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 7.3%، بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من موريتانيا 1.8 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 241 ألف دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 644.4%.

 

أهم مجموعات سلعية صدرتها مصر إلى موريتانيا خلال عام 2022

 

1. أسمدة بقيمة 11 مليون دولار.

2. ألبان ومنتجات صناعة الألبان بقيمة 8.9 مليون دولار.

3. ملح وكبريت بقيمة 7.2 مليون دولار.

4. محضرات خضر بقيمة 4.3 مليون دولار.

5. سجاد وأغطية أرضيات بقيمة 4.1 مليون دولار.

 

 أهم مجموعات سلعية استوردتها مصر من موريتانيا خلال عام 2022

 

1. أغذية محضرة للحيوانات بقيمة 1.1 مليون دولار.

2. أسماك بقيمة 678.6 ألف دولار.

3. ملابس بقيمة 3.4 ألف دولار.

4. أثاث بقيمة 612 دولار.

5. آلات وأجهزة ومعدات كهربائية بقيمة 269 دولار.

 

وبلغت قيمة الاستثمارات الموريتانية في مصر 512 ألف دولار خلال العام المالي 2021/ 2022 مقابل 10 آلاف دولار خلال العام المالي 2020 /2021 بنسبة ارتفاع قدرها 5020%.

 

وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بموريتانيا 985 ألف دولار خلال العام المالي 2021 /2022 مقابل 233 ألف دولار خلال العام المالي 2020 /2021 بنسبة ارتفاع قدرها 322.7 %، بينما بلغت قيمة تحويلات الموريتانيين العاملين في مصر 139 ألف دولار خلال العام المالي 2021 /2022 مقابل 141 ألف دولار خلال العام المالي 2020 /2021 بنسبة انخفاض قدرها 1.4%.

 

- التعليم والثقافة

 

علاقات مصر وموريتانيا، تتطور وتتعمق بمرور الوقت، في مجال الثقافة والتعليم والسياحة.

 

يتم تبادل الزيارات الثقافية والفنية بين البلدين، ويتم عقد المعارض والمؤتمرات المشتركة لتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين.

 

الزيارة التاريخية التي قام بها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى موريتانيا في عام 2018، حظيت باهتمام وحفاوة كبيرة من أبناء الشعب الموريتاني، و قام فضيلة الإمام الأكبر خلالها بافتتاح المركز الثقافي الإسلامي في نواكشوط والذي من شأنه أن ينشر قيم وتعاليم الدين الإسلامي الوسطية والسمحة في منطقة غرب أفريقيا.

 

فى 17/7/2017 وقعت الدولتان برنامجاً تنفيذياً للتعاون فى مجال التعليم العالى بين الحكومتين المصرية والموريتانية للأعوام 2017/2020.

 

يهدف البرنامج التنفيذى إلى إقامة تعاون مباشر بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالى والمراكز العلمية فى كلا البلدين من خلال عقد اتفاقيات ثنائية، وتبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمعاهد العليا التابعة للتعليم سنوياً لإلقاء المحاضرات والمشاركة فى الندوات والمؤتمرات العلمية، وكذلك تبادل الخبراء والمتخصصين والمعلومات والأبحاث العلمية والأدبية والمؤلفات المنشورة فى مجال النظم التعليمية لدعم الاستفادة المشتركة بين الجانبين.

 

وتقدم مصر 40 منحة للطلاب الموريتانيين سنويا فى مختلف التخصصات العلمية طبقاً لاحتياجات الجانب الموريتانى.

 

وفي فبراير 2018 كرم الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز المويسقار المصرى راجح داوود ملحن النشيد الموريتانى ومنحه وسام الاستحقاق وهو أول تكريم لفنان مصرى مما يشكل رمزا للتآخى بين الشعبين الشقيقين.

 

كما توفر مصر فرصا للطلاب الموريتانيين لمواصلة دراساتهم العليا في الجامعات المصرية، وتعد المنح الدراسية والبرامج التعليمية المصرية فرصة للشباب الموريتاني للحصول على تعليم عالي في مجموعة متنوعة من التخصصات.

 

يجذب الموريتانيون أيضا إلى مصر للسياحة وزيارة المعالم الثقافية والأثرية الشهيرة مثل الأهرامات ومعابدها ومتاحفها، ويسهم السياح الموريتانيون في دفع القطاع السياحي في مصر وتعزيز الروابط الثقافية والتبادل الثقافي بين البلدين.

 

علاوة على ذلك، تعمل مصر وموريتانيا معا في إطار التعاون الإقليمي والقضايا الإنسانية والتنموية في إفريقيا ويتشارك البلدان نفس الرؤية فيما يتعلق بتحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الفقر وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة.

 

تجمع العلاقات المصرية - الموريتانية بين الحكومتين والشعبين، وتتسم بالتعاون والتفاهم المستمرين ويتم تعزيز هذه العلاقات من خلال زيارات رسمية ولقاءات بين المسئولين من البلدين، مما يعزز العلاقات الثنائية ويعمق التعاون المشترك لمصلحة الشعبين.

 

- علاقات تاريخية

 

العلاقات بين البلدين تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، فمنذ عهد بعيد يعود إلى ما قبل الإسلام، عبرت القبائل الحميرية الصنهاجية مصر متوجهة إلى المغرب العربى بعد انهيار سد مأرب فى القرن الثانى قبل الميلاد، ثم عبرتها القبائل العربية الهلالية والسليمية والمعقلية الحسانية فى القرن الخامس الهجرى فى طريقها الطويل إلى المغرب العربى.

 

وظل التواصل الروحى والفكرى بين الأشقاء فى موريتانيا وأرض الكنانة، مثمرا ومستمرا.. عبر الجسور العلمية واللغوية وبواسطة الدراسة والتدريس فى الأزهر الشريف والجامعات والمعاهد المصرية التى كان لها الفضل في تخريج الكثير من الطلاب الموريتانيين.

 

وتوجد بمصر 4 قرى باسم شنقيط، وهو ما يعود لتشابك وتلاحم شعبي البلدين على أثر قوافل الحجيج الموريتانيين الذين عبروا للأراضي المقدسة عبر مصر على مدى القرون الماضية.

 

وتعد الجمهورية الإسلامية الموريتانية إحدى أحدث الدول المنتجة للنفط في إفريقيا، وجسرا بين المغرب العربي وغرب أفريقيا جنوب الصحراء، وموريتانيا غنية بالموارد المعدنية وخاصة الحديد والخام، وكانت موريتانيا قد عرفت قديما باسم شنقيط.

 

- بداية العلاقات.. الصرح الثقافي بنواكشوط

 

وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والموريتاني مختار ولد دادة، أسسا جديدة من منطلق ايمانهما بإفريقيا الحرة ولعبت مصر دورا هاما في استقلال موريتانيا عام 1960.

 

وفي يوليو 1063.. قام أول وفد رسمي موريتاني بزيارة مصر، بدعوة من حكومتها ليكون ذلك بداية العلاقات بين البلدين.

 

وفي العام ذاته، استجاب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لطلب "ولد دادة" بأن تتولى مصر نشر اللغة العربية بين أبناء الشعب الموريتاني، وتدخل لإنقاذ الهوية العربية لموريتانيا والحفاظ على عروبتها من خلال انشاء صرح ثقافي كبير في نواكشوط

تم افتتاحه في فبراير 1964 كبوابة للعلاقات الثنائية وأطلق عليه المركز الثقافي العربي.

 

وقام المركز الثقافى منذ إنشائه بواجبه من توفير الكتب فى مختلف فروع المعرفة، وعرض الأفلام السينمائية والوثائقية، وتنظيم المحاضرات والندوات الثقافية، وإحياء المناسبات الوطنية والقومية والدينية، وفتح فصولاً لتعليم اللغة العربية، وتعليم الخط العربى ومحو الأمية.

 

كما يقوم أيضا بتنظيم دروس تقوية لطلاب الشهادة الإعدادية والثانوية (البكالوريا) وإنشاء الفرق المسرحية وتنظيم المسابقات الأدبية ورعاية المواهب الموريتانية الواعدة.

 

وبفضل جهود المركز الثقافي المصري دخلت الأجناس الأدبية الحديثة في الأدب الموريتاني، مثل القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقالة والنقد الأدبي وتاريخ الأدب، وبفضله وبفضل الأساتذة المصريين انتشر الخط المشرقي الجميل في أوساط الشباب الموريتاني الناهض، وبفضله أيضا نجحت تجربة الشهادات الوطنية العربية التي أقرت عام 1974، فكان يوفر المراجع والمقررات المنهجية وينظم دروسا يومية في العلوم والرياضيات والجبر والفيزياء والفلسفة.

 

ولم تتوقف مصر وموريتانيا عن العطاء والتبادل الثقافي والحضاري مع موريتانيا حتى إن موريتانيا كانت من أوائل الدول التي استعادت علاقتها الدبلوماسية مع مصر بعد القطيعة العربية التي تمت عقب معاهدة السلام.

 

كما لعبت مصر دورا هاما وفعالا فى تسوية الخلاف الذى نشأ بين موريتانيا والسنغال فى عام 1989 عبر توقيع اتفاقية سلام بين البلدين بوساطة مصرية فى عام 1992.

 

فيما قامت موريتانيا بدعم وتأييد 17 ترشيح مصرى لشغل مقاعد أو مناصب فى منظمات دولية وإفريقية.

 

وفي ثمانينيات القرن الماضي، ومع تولي الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد طايع حرص على توطيد العلاقة مع مصر لدرجة أن حكومة موريتانية شكلت وكان كل وزرائها من خريجي الجامعات المصرية.

 

في عام 1992 أيضا، قامت مصر ببث القناة الفضائية المصرية كقناة أرضية لموريتانيا الأمر الذي عكس علاقة وطيدة بين البلدين أثرت فيها اللهجة المصرية بأعمالها الدرامية والسينمائية في وجدان الشعب الموريتاني.

 

شهدت العلاقات بعد عام 2013 تطورا لافتا وجهدا ملحوظا، حيث تعددت التحركات على مستوى القيادات بين البلدين من أعلى مستوى إلى المستويات التي تليها، من خلال الزيارات المتبادلة.

المصدر: صحيفة مسبيرو

تصفح أيضا...