باباه ولد عابدين - نواذيبو - مراسلون : شهدت اليوم الأخير من الحملات الإنتخابية بمدينة نواذيبو، تنظيم قرابة 20 مهرجانا سياسيا، تفاوتت في نسب استقطاب الساكنة، و إن كانت قد أكدت تصنيف بعض المراقبين، إلى أحزاب كبيرة و أحزاب أصغر، على الأقل من حيث القدرة على تعبئة الجماهير.
و في مختلف جهات و أركان المدينة، نقلت مكبرات الصوت خطابات تفاوت هي الأخرى، في منسوب قوة التصعيد و المواجهة ( عن بعد) بين المرشحين، خاصة حزبي الإنصاف و الكرامة و أمل موريتانيا و الرباط الوطني...
مرشح حزب الكرامة، القاسم ولد بلالي، و في سابقة (طيلة هذه الحملات)، اتهم والي ولاية دخلة نواذيبو، بالانحياز لحزب الانصاف، و السعي لتغيير قناعات شيوخ القبائل و موظفي الدولة لثالح مرشح الحزب الحاكم، يقول ولد بلالي.
و كشف المرشح، في خطاب خلال مهرجان حزبه، الليلة بنواذيبو، أنه تلقى معلومات تفيد بأن الوالي، التقى عدة شيوخ قبائل و العديد من الوظفين، و طلب منهم التصويت لمرشح حزب الإنصاف، و هذا ليس عدلا يقول ولد بلالي، موضحا أن هكذا تصرفات هي التي تسبب المشاكل و يمكنها أيضا إشعال المدينة كما أشرت إلى ذلك قبل أيام، يوضح ولد بلالي بتعابير تحذرية.
و أضاف ولد بلالي مستغربا امام لمئات من أنصاره، أن يكون زعيم زعيم حركة إيرا بيراما ولد عبيدي، جاء إلى نواذيبو، خصيصا للاصطفاف مع حزب الإنصاف و تكتل القوى الديمقراطية، ضدي و الهجوم علي، كما قال.
من جانبه، حزب الإنصاف نظم مهرجانا هو الآخر تطرق فيه جمع من قياداته إلى "حسم" المناصب الانتخابية لصالح مرشحي حزبه و دون منازع، لأن ورقة التوت قد انتزعت، و الساكنة لم تعد بتلك البساطة التي تجعلها تنخدع بالشهادات و الادعاءات الجوفاء، كما قالوا، و أن سيزيحون ولد بلالي إلى خارج القصر البلدي بل و إلى خارج المدينة كما قال أحدهم.
و كورقة" رابحة" أعلن اليوم في نواذيبو أن جناح منافسي العمدة ولد بلالي، قد كسبوا هذا المساء رهان "معركة الملعب البلدي"، حيث انتزعت تبعيته من البلدية و سلم لوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة، ما يعني أنه سيكون ضمن "ممتلكات الاتحادية، التي ظلت تسعى لإدارة الملعب الأكبر بموريتانيا و التي تعتبر حاليا رئيسها احد اشرس مناوئي عمدة نواذيبو المرشح القاسم...
و يرى مراقبون محليون أن تحويل تبعية الملعب في هذه الظرفية، ليس سوى فقرة من التنافس على منصب عمدة بلدية نواذيبو،بين ولد بلالي و مرشح حزب الإنصاف الذي يحظى بدعم رئيس اتحادية كرة القدم، و إلا لما اتخذ هذا القرار في هكذا توقيت؟
كما استقبلت مدينة نواذيبو، خلال اليوم الأخير من هذه الحملات الإنتخابية، رئيسي حزبي تكتل القوى الديمقراطية و تواصل، على التوالي أحمد ولد داداه و أمادي ولد سيد المختار و كذلك نائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، ذ. لو غورمو.
ولد داداه و لو غورمو حضرا مهرجان اللائحة المشتركة التي يقدمها حزبيهما، و دعيا في خطابيهما أمام الحضور، للرحمة بالمواطن و إشراك في خيرات بلده الكثيرة و المتنوعة، يقول الزعيم التاريخي لحزب التكتل و الذي كرر مناشدته السلطات لكي ترحم بالمواطنين كما قال، مشيرا إلى أن، الزراعة و الماشية و السمك (إن كان قدوبقي منه شيئ، بعد الأجانب، كما قال)، موارد تكفي وحدها الشعب الموريتاني، من دون الثروة المعدنية.
المحامي اليساري، غورمو، دعا إلى الاهتمام بفئة المتقاعدين، الذين صفهم ببناة موريتانيا، موضحا أنه من الواجب علينا رد الاعتبار لهم و مساعدتهم في مصاعب الحياة اليومية الناتجة عن ارتفاع أسعار كل المواد.
الإسلاميون، ختموا حملتهم، بمهرجان استمعوا خلاله و رفقة الرئيس ،إلى مداخلات جمع من مناضلي الحزب، ركزت في معظمها على معاناة الساكنة و حاجتها في التغيير، كل ذلك على نغمات موسيقى يبدو أن الواقع "التنافسي" فرضها على الحزب "الغير صديق أصلا للموسيقى" رغم أن الموسيقى المستخدمة خلال المهرجان(إنشاء و آلة بيانو) تختلف شيئا ما عن موسيقى المناسبات السياسية و الشعبية المعهودة في هذه الربوع.
المرشحون الشباب من الأوجه الجديدة (أمل موريتانيا و حزب الرباط و آخرون)، خاطبوا جماهيرهم، مؤكدين حتمية التغيير و القطيعة مع الساسة القدماء، الذين لم يغيروا من وضعية و حال الساكنة رغم تمكنهم من المناصب طيلة للعقود الثلاثة الأخيرة، يقول الشباب الطامحين لإزاحة الحرس القديم و الفوز بمناصب: عمدة نواذيبو و برلمانييها و رئيس جهة ولايتها.
من جانب آخر جرت الحملات في جو هادئ، و لم تسجل و لله الحمد، أية مخالفات تذكر و لا أعمال عنف، و اكتملت الحملة كما كانت قد بدأت، تحت أعين رجال الأمن، الذين واكبوا عن بعد كافة المهرجانات و الاجتماعات السياسية الشعبية، طيلة الحملة.