قالت منصة Energy capital power وهي منصة استثمار عالمية رائدة تركز على قطاع الطاقة في أفريقيا، إن موريتانيا تضع نفسها كلاعب رئيسي في سوق الهيدروجين في المستقبل، وذلك بفضل مواردها الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة.
وأضافت المنصة، في تقرير على موقعها على الانترنت تحت عنوان "موريتانيا مركز الهيدروجين الأخضر العالمي في أفريقيا"، أن تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة تشير إلى أن موريتانيا لديها أقصى إمكانات إنمائية تبلغ حوالي 457.9 جيجاوات لمشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية و47 جيجاوات لمشاريع الرياح، مما يجعلها واحدة من المراكز المستقبلية الرئيسية للهيدروجين الأخضر في أفريقيا.
وقالت إنه بحلول عام 2035، يتم تقييم إمكانات موريتانيا الكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر عند 12.5 مليون طن سنويا، والتي يمكن أن تلبي المتطلبات المحلية، وتغذي النمو الاقتصادي المحلي، وترفع مستوى المجتمعات المحلية، كما يتم تصديرها إلى الأسواق الدولية.
وأشارت إلى أن دراسة أجراها بنك التنمية الأوروبي بعنوان "إمكانات الهيدروجين الأخضر غير العادية لأفريقيا"، ونشرت في ديسمبر 2022، كشفت عن أن موقع موريتانيا يجعلها مركزا استراتيجيا لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا.
وأردفت أن الدراسة قدرت أن موريتانيا يمكن أن تنتج ما يصل إلى 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول عام 2050، الأمر الذي سيتطلب استثمارا يبلغ حوالي 25 مليار يورو.
مشروع واعد جداً لموريتانيا
وعزت المنصة لبحث مشترك أجراه تحالف الهيدروجين الأخضر الأفريقي (AGHA) وماكينزي، القول إن تطوير مشروع أمان للهيدروجين الأخضر في موريتانيا لديه القدرة على تعزيز الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وفرص العمل بشكل كبير.
وحسب ماتوصل إليه البحث فإنه يمكن للمشروع أن يعزز الناتج المحلي الإجمالي لموريتانيا بنسبة 40-50٪ بحلول عام 2030 وبنسبة 50-60٪ من عام 2035 فصاعدا من حيث خلق فرص العمل، يمكن للمشروع زيادة العمالة الصناعية بنسبة 23٪ وخفض إجمالي البطالة الوطنية بمقدار الثلث تقريبا بحلول عام 2035.
كما سيوفر المشروع كهرباء رخيصة وأكثر من 50 مليون متر مكعب من المياه العذبة للمجتمعات المحلية والزراعة، التي تم الحصول عليها من تحلية مياه المحيطات، إضافة إلى 60 حافلة نقل هيدروجين للاستخدام العام، بدون انبعاثات، مما سيسهم في تحسين جودة الهواء المحلي وتقليل البصمة الكربونية للبلاد.
تصدير الهيدروجين الموريتاني عبر المغرب
ومع تشكل هذه التطورات واسعة النطاق، بالإضافة إلى فرص أمن الطاقة على أساس محلي وإقليمي، فتحت أيضا فرص توليد الإيرادات من خلال الصادرات إلى الأسواق الدولية. من المتوقع أن يزداد الطلب على الهيدروجين الأخضر في أوروبا بشكل كبير في السنوات القادمة بسبب هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050. يمكن أن تصل إلى 1.4 مليون طن بحلول عام 2025، و4.6 مليون طن بحلول عام 2030، و8.5 مليون طن بحلول عام 2040.
وأشارت المنصة في تقريرها إلى أنه يمكن إعادة استخدام خط أنابيب الغاز المغرب العربي الأوروبي الحالي، الذي ينقل حاليا الغاز الطبيعي من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، لتصدير الهيدروجين الأخضر الموريتاني لأوروبا.
وذكرت أن الأنابيب التي تبلغ سعتها 8-10 مليارات متر مكعب سنويا، يمكن استخدامها لنقل ما يصل إلى مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا.
ولفتت إلى أن المغرب أبدى اهتماما باستيراد الهيدروجين الأخضر من موريتانيا، وإنشاء خط تصدير مباشر إلى الأسواق الأوروبية.