"جول" عروس النهر ومدينة التلال والتعايش (تقرير ميداني مصور)

ثلاثاء, 21/03/2023 - 00:25

 

كان ضحى يوم الجمعة الماضي يوما اشتثنائيا في حياة سكان مدينة "جول" المطلة على الضفة الموريتانية من النهر السنغالي، تزامنا مع افتتاح النسخة الأولى من مهرجان المدينة الثقافي.

رسائل السياسة والثقافة

استقبل سكان المدينة بصخب، واحتفاء، ومظاهر فرح تراثية، وفودا رسمية وشعبية تقدمها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ووزراء من حكومته، حضروا خصيصا لمواكبة النسخة الأولى من مهرجان المدينة الثقافي.
 
المهرجان الذي استحدث قبل أشهر تقول الحكومة إنه بهدف "تشجيع التنوع الثقافي، وإبراز الإشعاع الديني والروحي والفلكلوري للولايات الواقعة في منطقة الضفة التي تتميز بخصوصية تاريخية مبنية على التآخي، والتلاحم، وحسن الجوار".

بالنسبة لمامادو الصياد الذي يعبر ضفتي النهر على طرفي المدينة يوميا، يمثل حضور الرئيس، وإقامته بين السكان المحليين لمدة أربع وعشرين ساعة بالنسبة له "رسالة لأهل جول مفادها إنكم تعنون الكثير لموريتانيا"، مضيفا "لم نتعود على مثل هذه الرسائل، لذلك نحن فخورن جدا".

وجهة نظر أمادو تبدو وجيهة عند غالبية سكان البلدة الوادعة، لذلك يأمل أمبارك المزارع القاطن بحي التنزاه على الطرف الشمالي لجول "أن يساهم تنظيم المهرجان في لفت الانتباه إلى ضرورة مساعدة المزاعين هنا".  

عراقة تاريخية

 تاريخيا عرفت جول بمدينة "مئة تلة"، ويجمع غالبية مؤرخي المنطقة على أن المدينة التي تمثل موريتانيا مصغرة حيث يتعايش فيها المكون السوننكي، والعربي، والبولاري، والولفي تأسست في حقبة إمبراطورية غانا التاريخية، ولايزال بعض السكان هنا من مكونة السوننكي يحافظون على طقوس، وبقايا من اللغات التي سادت إبان تلك الإمبراطورية.

تمثل جول امتدادا لامبراطورية "فوتا" التي برز فيها أعلام بزغ إشعاعهم العلمي، والمعرفي، من أبرزهم الخليفة سليمان بال أول خلفاء إمارة "فوتا"، والحاج الأمين، وإليها ينتسب الأمير عبد القادر كان الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي، والحاج محمود عمر باه الذي توفي 1978 من القرن الماضي، وهو مؤسس مدارس الفلاح في غرب إفريقيا التي حافظت على الهوية العربية، والاسلامية بمنطقة الضفة.

جول: محمد أحمدو محمذ فال/ موفد مراسلون

تصفح أيضا...