
قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) حمادي ولد سيدي المختار في المهرجان الذي نظمه الحزب مساء اليوم بمقاطعة الرياض إن ما تم حتى الآن في إطار تجسيد مخرجات الحوار الأخير يقود إلى الاعتقاد بأن وثيقة الحوار لا تساوي الحبر الذي كتبت به، في حين أنها لو طبقت بشكل حقيقي لكان ذلك مهم للديمقراطية فهي تحوي الكثير من النقاط الإيجابية.
واتهم الرئيس السطات بالانتقائية في تطبيق بنود الاتفاق بحيث يطبقون ما يرون فيه مصلحتهم ويتجاهلون غيره.
الرئيس قدم في خطاب ألقاه اليوم الأحد 12 فبراير 2023 خلال مهرجان نظمه الحزب بمقاطعة الرياض عدة أمثلة على انتقائية السلطات في تعاملها مع مخرجات الحوار الأخير حيث ذكر أن الأحزاب السياسية اتفقت مع الداخلية على أن تحدد اللجنة الوطنية المستقبلة للانتخابات موعد الاستحقاقات القادمة بما يراعي تجنب موسمي الحر الشديد والأمطار لكن اللجنة -يضيف الرئيس- تتجه لتنظيم الانتخابات في شهر مايو الذي لا يراعي هذه المواصفات خاصة في الداخل حيث يشتد الحر وينتقل العديد من السكان إلى العاصمة هروبا من صعوبة الظروف المناخية.
ودعا الرئيس إلى مراجعة هذا الموعد إما بالتأجيل إلى نهاية أكتوبر أو بالتعجيل بتنظيم الانتخابات قبل اشتداد الحر.
وأوضح الرئيس أن الكثير من الأحزاب عبرت عن اعتراضها على هذا الموعد في الماضي لكن اللجنة لم تعبأ بموقفها.
وأضاف الرئيس أن الحوار شدد على أن يُمكّن الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي كل الناخبين من التسجيل معتبرا أن ذلك يتطلب شهرين أو ثلاثة في حين قررت اللجنة تجديد اللائحة الانتخابية بشكل كلي ومع ذلك حددت للإحصاء مدة شهر واحد مع إمكانية التمديد بأسبوعين فقط.
واعتبر الرئيس أن تجاوز اللائحة الآن لعتبة سبعمائة ألف ناخب رغم ضعف الاقبال على مكاتب التسجيل ينبئ بأن النافذين وذوي التأثير حصلوا على فرصة للتسجيل بالنيابة وحرم منها بقية المواطنين.
الرئيس شجب هذا الأمر الذي أكد أنه ثبت عندهم بالتواتر مطالبا بتوحيد المعايير بحث يسمح للجميع بالتسجيل بالنيابة أو يمنع الجميع من ذلك.
وتطرق الرئيس لموضوع تمويل الانتخابات معتبرا أن الحكومة التزمت في الحوار بالمساهمة في تمويل حملات الأحزاب وتقرر وضع آلية لذلك لكن الانتخابات على الأبواب والآلية لم تناقش حتى الآن.
كما أكد الرئيس أن الحكومة التزمت خلال الحوار بتوفير ما يلزم من الوقت للسماح للمواطنين بتصحيح وضعيتهم المدنية لكن ما تم في ذلك هو مجرد تمديد العمل ببطاقة التعريف المنتهية الصلاحية وهذا يضيف الرئيس لا يحل مشكلة المواطنين الذين لم يتمكنوا من الحصول على أوراق مدنية حتى الآن وهم كثر في أنحاء البلاد أعاقتهم صعوبة الشروط وضعف ظروفهم المادية التي تمنعهم من الوصول إلى مراكز الإحصاء.
ودعا الرئيس إلى تكوين فرق متنقلة للوصول الى المواطنين في أماكن إقامتهم وإلى إلغاء الشروط المجحفة التي تمنعهم من الحصول على ما يثبت مواطنتهم.
وختم الرئيس حديثه عن مخرجات الحوار بالوقوف مع بند ترتيبات أخرى الذي قال إنه شدد على إيجاد ضمانات واضحة لشفافية الانتخابات وابتعاد أجهزة الدولة وإمكاناتها عن التنافس الانتخابي لكن ما رأيناه حتى الآن -يقول الرئيس - يناقض ذلك فمسؤولو حزب الدولة يصرحون علنا بأنهم سيقومون بترضية من لم ينل ترشيحهم بالتعيينات وبشبكات المياه والكهرباء وكأن وسائل الدولة ملك لحزب يرضي بها أتباعه.
رئيس حزب تواصل اعتبر أن أصحاب هذا الخطاب كشفوا أن الجماهير غير مقتنعة بهم بل جاءت رغبة في مكاسب فإن لم تجدها انفضت من حولهم، مشيرا إلى أن جماهير تواصل لم تأت بحثا عن مناصب بل جاءت لخدمة موريتانيا والشعب الموريتاني وقادة الحزب يتدافعون المناصب والترشيحات.
وذكر الرئيس بأن الحكومة تعهدت أيضا بإنشاء مرصد للانتخابات بشكل مبكر مع توفير الوسائل المادية والبشرية التي تمكنه من مراقبة الانتخابات في كامل التراب الوطني وأن يتم ذلك بالتشاور مع الأحزاب وحتى الآن لم يتم الحديث في هذا الأمر.
