موريتانيا تمنح توتال إنرجي حقوق التنقيب عن النفط والغاز بالحوض الساحلي

أحد, 05/02/2023 - 11:27

منحت موريتانيا شركة توتال إنرجي حقوق التنقيب عن النفط والغاز في المربع سي 15 (C15) بالحوض الساحلي، ضمن إستراتيجيتها لتطوير مواردها الهيدروكربونية.

وقالت وزارة البترول والمعادن والطاقة إن مجلس الوزراء وافق، خلال اجتماعه، الخميس الماضي في مدينة روصو، على مشروع قانون يقضي بالمصادقة على الملحق رقم 3 لعقد الاستكشاف والإنتاج المتعلق بالمربع سي 15 من الحوض الساحلي.

وكانت وزارة البترول الموريتانية قد وقّعت عقدًا، في 26 ديسمبر/كانون الأول 2022، مع شركة "توتال إنرجي موريتانيا"، يستهدف البدء في أعمال التنقيب عن النفط والغاز بأحد مربعات الحوض الساحلي.

القدرات النفطية للحوض الساحلي
أكدت وزارة البترول الموريتانية أن الموافقة على مشروع توتال إنرجي تأتي نظرًا إلى أهمية تعزيز وتأكيد القدرات النفطية للحوض الساحلي، ولا سيما في ظل الوضع الدولي الراهن الذي يتسم بانخفاض أنشطة الاستكشاف.

وأشارت إلى أن الحكومة تأخذ في الاعتبار أهمية المرونة مع الشركات التي تعمل على تطوير أعمال التنقيب في المربعات الموجودة في المياه العميقة.

وأوضحت أنه بالنظر إلى أن أحكام المادة 20 من مدونة النفط الخام المتعلقة بمدة الاستكشاف قد احتُرِمَت؛ تأتي المصادقة على مشروع قانون توقيع ملحق يعدل شروط العقد المتعلقة بإعادة تنظيم مراحل مدة البحث

إنعاش قطاع النفط الموريتاني
أشارت وزيرة البترول الموريتانية إلى أن مشروع القانون يمنح شركة توتال حقوق الاستكشاف والإنتاج في المربع دون الدعوة للمنافسة على منطقة غير عميقة من المجال النفطي.

وأوضحت أن المصادقة جاءت تنفيذًا لسياسة ترويجية تهدف إلى إنعاش قطاع النفط في موريتانيا؛ من بين أمور أخرى، وتعزيز الاستكشاف على مستوى المقاطع الحرة، في وضع يتسم بتراجع الأنشطة في هذا المجال.

وأكدت أن المرونة في منح التراخيص تتيح لموريتانيا أفضل استفادة من موارد النفط والغاز بما يدعم الاقتصاد الوطني، والحفاظ على مكانة جاذبة للاستثمار الأجنبي.

وتستهدف موريتانيا تطوير قطاع النفط والغاز، من أجل تأمين احتياجات البلاد من الطاقة، والدخول في قائمة الدول المصدّرة، معتمدةً في ذلك على الاحتياطيات الضخمة التي تمتلكها.

وأشارت وزارة البترول الموريتانية إلى أن مشروع القانون يسمح بعدم التقيد بالدعوة إلى المنافسة، المتعلقة بالمربع سي 2 (C2)، من المياه غير العميقة من الحوض الساحلي بمساحة تقدر بـ3875 كيلومترًا مربعًا.

النفط في موريتانيا
تُقدَّر احتياطيات موريتانيا من النفط بنحو 20 مليون برميل بنهاية عام 2020، بعد أن وصلت إلى ذروتها عام 2007 عند 100 مليون برميل، بحسب موقع ذا غلوبال إيكونومي.

وتوجد شركة توتال في موريتانيا منذ أكثر من 30 عامًا، وتمتلك شبكة من 38 محطة خدمة لتوزيع المواد النفطية.

وبفضل التحسين المستمر لمناخ الأعمال، عززت موريتانيا من موقعها بصفتها وجهة مميزة للاستثمارات في المشروعات الكبرى طويلة الأجل؛ ما سمح في السنوات الأخيرة بتكثيف الأنشطة الاستكشافية لعدة شركات كبرى في مجال النفط ومن بينها شركة توتال.

كانت حكومة نواكشوط قد اختارت، عام 2021، تحالفًا استشاريًا لتطوير خطة استكشاف النفط والغاز في موريتانيا، من أجل وضع خطة إستراتيجية شاملة لاستكشاف الموارد الهيدروكربونية وإنتاجها وتطويرها في البلاد.

وتعتزم موريتانيا دخول نادي الدول المنتجة للغاز الطبيعي، من خلال بدء الإنتاج من مشروع حقل السلحفاة آحميم الكبير المشترك مع السنغال.

مشروع السلحفاة الكبير آحميم
أعلنت وزارة البترول، قبل 10 أيام، انطلاق المنصة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ لمشروع السلحفاة الكبير آحميم للغاز الطبيعي المسال، الذي تنفذه شركة النفط البريطانية بي بي إلى موقع المشروع على بُعد 40 كيلومترًا من السواحل المشتركة لموريتانيا والسنغال.

بدأت السفينة رحلتها في 20 يناير/كانون الثاني 2023 من مدينة تشيدونغ بالصين؛ إذ تطلّب تشييدها وتركيبها 3 سنوات ونصف السنة، وخضعت لأكثر من 330 ألف فحص فني أسفر عن جاهزية جميع مكوناتها للعمل.

وتشكل هذه السفينة أبرز مكونات المشروع، الذي يتضمن أيضًا تطوير حقول الغاز تحت سطح البحر ومنشآت الغاز الطبيعي المسال العائمة بالقرب من الشاطئ.

ومن المقرر أن تنتج المرحلة الأولى من المشروع أكثر 2.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، كما يقدر أن تكون مواردها كافية لدعم الإنتاج لأكثر من 20 عامًا.

ستعالج السفينة الغاز الطبيعي لإزالة الزيوت والمياه والشوائب الأخرى، قبل تصديره عن طريق خط الأنابيب المتجه إلى المنصة العائمة للغاز الطبيعي المسال على بُعد 10 كيلومترات من الشاطئ، إذ ستعمل المنصة العائمة، من خلال 8 وحدات للمعالجة والإنتاج، على معالجة نحو 500 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

كما سيُسَيَّل معظم الغاز بواسطة المنشآت العائمة للغاز الطبيعي المسال؛ ما يتيح التصدير إلى الأسواق الدولية، بينما يُخَصَّص بعضه لتلبية حاجات السوق المحلية المتزايدة.

وستستقر السفينة على عمق 120 مترًا من المياه وستضم 140 شخصًا على متنها خلال التشغيل الاعتيادي، وهي بحجم ملعبي كرة قدم وتتكون من 10 طوابق، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في حقل السلحفاة الكبير آحميم نهاية العام الجاري.

 

تصفح أيضا...