في رثاء الشاعر الراحل الشــيــخ ولد بــلــعــمــش
١- لأنك كنت الشعر والقدس والصبحا
بكيناك وابيضت عيون المدى جرحا
٢- تــنـهــنـه هــذا الحزن فينا كــأنـــه
رعـــودٌ تـهـز الأرض تذرعُها ضبحا
٣- فتى المجد والعلياء يا سدرة الهـوى
مواجِعُنا كالموريات هـــنـا قـــدحــا
٤- مـواسمــنـا ثـكـلى وغيض مـعيـنـها
ولا خَيْلَ للأقصى تُــغِـيرُ هنا صبحا
٥- لقد رحــل الشـيـخ الذي بـقـصـيده
تـغـنـت طـيـور الكون تشدو به مدحا
٦- طــواه بــريـد الراحـلين وقد طــوى سـنـيـنَ فـتًى ما كان إلا فتًى سمحا
٧- وما كان إلا البدر في لـيـلة الدُّجى وحُلْمًا بَــهِــيَّ الروح بَلْ فارسا قُـحًّـا
٨- طــواه الــردى عـنا فأمسى مـزاره بـعـيـدا عـلـى قـرب يـؤرقـنـا بَــرْحـــا
٩- فواعجـبـًا للموت ما أوحش الحمى ومــا أثــقـل الأحزان من بعده شرحا
١٠- وما أصعب الصبر الجميل لفقده وقد كان بالأمس القريب لنا صــرحا
١١- وكــان لـنـا فخرا وكان لنا سـنًـى وكــان لـنـا سـيـفـا وكـان لـنـا فـتـحـا
١٢- وشيخا على هاًمِ الشباب يـراعـه يُـسَـطِّـرُهُ بـالـمـكـرمـات لـنـا سَـبْــحـا
١٣- فسبحان من أفنى وأحيى فقد مضى إلــى لـحـده مـن كـان أعـذبـنـا كـدحـا
١٤- وأفـصـحـنا هـمًّـا وحَـرْفا ولـوعـة على القدس والأقصى وما كَنَّتِ الفصحى
١٥- وأشـجـعـنـا رأيـا وقـولا ونِـخْــوَةً وأصـدقــنـا فـعـلا وأقـــومــنــا رُمْــــحــا
١٦- وداعا فتى شنقيط والكوكب الذي أنــار دروب الــخــالــديـن لنا نُــجْـــحــا
١٧- وأنـبـتـهـا نـخـلا وأَبًّــا بـسـحــره كـما أيـنـعـت زرعـا كما أخرجت قـمـحـا
١٨- ومرحى لكم في جنة الخلد تنتشي بــحـب رســول الله أشــعـاركـم مـرحــى
١٩- فـما خاب من كان الرسول إمـامـه ومـسـراه فـي الأقـصـى خواتيمه بـوحـا
٢٠- تــودعـنـا مـن قـمـة الحـب واللّــقـا وتــتــركــنـا سـفـحـا يـعـاني هنا سفحا
٢١- ولـوّحـت للـشـطـآن والـموج راجعا لــتــجـعـل هذا البحر في صمته ذبـحــا
٢٢- كــئـيـبـا فـلا الملاح يعرف وجـهــه غــريــبــا سقاه الخطب من دمعه مـلـحا
٢٣- عـرفـتـك لا أنـسـاك تبسم مـقبـلا كـأنــشــودة الــغـيـث الـمـريع إذا سَحَّا
٢٤- وَدُودًا وَقُورًا وارِفَ الظِّلِّ واقِــفًــا وفِــيًّــا وَئِــيــدَ الخَــطْـوِ لا طـالبا رِبْــحـا
٢٥- ولا كَــاسِــبًا إلا المـكارم والعــلا ولا جَــانِــحًـــا إلا إلــى ربـــه جـــنــحــا
٢٦- أيا بهجة الأوراد والذكر شعشعت بــها الروحُ داوي القـلـب من بعده نَفْحـا
٢٧- وَيَا ســامِـرَ الحَـيِّ القـديم ونَـخْـلَةً بواد الهنا تــشــكـو لأحــبـابهـا القـرحـا
٢٨- لقد هَجَعَ السُّـمـار فالدار بَــلْـقَــعٌ وبَــطْــحَــاءُ شِــنْــقِــيطٍ تَــئِـنُّ هـنا ردحا
٢٩- فلا قَـمَـرٌ فيها يُــؤَانِــسُ فِــتْــيَـــةً ولا صَــدحــَت تلك اللـيـالي بها صَـدحَـا
٣٠- ومسجدها المعمور أضناه فـقـده مــنــارتــه بَــحَّ الأَنِــيـــنُ بـــهــا بَـــحَّـــا
٣١- وذي حلب الشهباء والقدس تشتكي هـــواجــرها تــنــفـكُّ لافِـــــحَــةً لَــفْحــا
٣٢- وهــذي دمشقُ الحــب أين حـبـيبـها وَذَا بَـــرَدى بالحزن أمسى كما أضحى
٣٣- كظيمًا بِـبُـعْـد الشيخ والحرف والندى يــتــيــمــا وذي الآهات تطــرحـه طـرحـا
٣٤- وهذي هـنا نواذيبو والــبـحــر واجــِمٌ وقــد طــفحـت كـل الهـمـوم بـها طفحــا
٣٥- وشــنــقـيـطُ مـا شـنقيط إلا حـكـايـة من الألمِ الـــجَـــاثِي عــلــى قــبره نَوْحا
٣٦- هنا جَــدُّهُ الـقــاضي وكُتْبٌ قــديـمـةٌ وركــب مــن الأشــراف يــتــبـعه لـوحـــا
٣٧- هنا من مديـــح المُــصْطَفى خَطَراتُهُ تُــبـارك هــذا الرمـل والطَّـــلْحَ والسَّـرْحا
٣٨- وكــم مــلأت رحــبا وقــلـبـا وطـُــرة وكـم مــنـحــت مـن ســرِّ أسرارها مـنحـا
٣٩- فـسـارت بـهـا الركبان حجًٌا وعُمْرةً وهــامــت بــها الأكــوان مــن وَلَهٍ رَوْحَــــا
٤٠- وسِرْتَ على درب الجدود فلا تَــرى سـوى أحـمـد المـختار تَـعْـقِـدُ ذَا صُـلْحـا
٤١- وليلةَ إِذْ أســرى بــه الله أجـهشـت بِــرُوحِـــكَ أَشْـــوَاقٌ مُــعـنًٌـى به جُـــنْحَــا
٤٢- لقد ثـكـلت هذي القوافي وأرمـلـت لـــمَـــوتِــكَ لا تـــدري جَـــمَـــالا ولا قُبْحَا
٤٣- حبيب جِيَاعِ الكُوخِ والحَيِّ أين من سـيمــسح عنها الدمع من آيه مـــسـحــا؟
٤٤- فِـلـسطينُ لن تنساك صوتا مُجَلْجِلاً إذا ما كلابُ الغَربِ قد نــبـحــت نـــبــحــا
٤٥- عليكَ من الرحمٰــن شــلَّالُ رحـمــةٍ يفيضُ سَحَابًا دائِـــم الوبــل لا يُــمــحــى
٤٦- ورَوْحٌ وَرَيْــحَــانٌ بــجـنات أَنْــعُــمٍ مع المصطفى الهــادي تـــفــوح به فــوحـا
٤٧- صــلاةٌ وتــســلــيمٌ عــلــيه وآلــــه ســنــمــتــاحــها في كــل آونـــة مــتـحــا
ســـيـــدي ولـــد الأمـــجـــاد