و بدأ العد التنازلي لنهاية رئاسة مستحقة للرئيس جميل منصور! لن أذكر تلك الخصال التي يمتاز بها جميل منصور كسياسي لأني أعتقد أن هنالك شبه اجماع عليها من خارج الإسلاميين. عرفت الرئيس جميل منصور بشكل أكثر قربا من أيام الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية و من خلال المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة، و بصراحة و بدون مجاملة و لا مزايدة، فإن الرئيس جميل يمتاز بخصال قل أن يجمعها السياسي النمطي، الحنكة السياسية المشبعة بالظرافة و سرعة البديهة و اتساع أفق النظرة و القدرة الهادئة على استيعاب المخالف و التعاطي معه.
لو أنني أومن بالفرد الضرورة على حساب المؤسسات و الدولة المدنية لكان جميل منصور بحق من هؤلاء الأفراد. أعترف بل أشكر الرئيس جميل منصور على الاعتبار و القيمة التي يوليها لقضايا المرأة و حقوقها و تشجيعها و قد لمسنا ذلك بل عايشناه كفريق مناصرة لمشاركة المرأة السياسية و مواقفه الإيجابية، خلال لقاءاتنا و تعبئتنا و تحسيسنا لرؤساء الأحزاب السياسية على ضرورة زيادة نسبة النساء في مراكز صنع القرار و في الاستحقاقات الانتخابية. و كذا من خلال وعيه بذلك البعد و قد يتجلى ذلك ليس فقط بالمواقف، بل من خلال الخطاب والحرص على المخاطبة الثنائية الرجال/النساء، التي طالما غابت في خطب أغلب رجال السياسة و عدم انتباههم لذلك، بل طغيان الخطاب الذكوري أحيانا، لديهم ، بمصطلحاته و قاموسه التمييزي خصوصا في قضايا الشأن العام و هو ما يتنافى مع حق المواطنة للرجال و النساء في الدولة المدنية الحديثة و في الديمقراطية كنظام حكم، و هي مواقف ننوه بها و نقدرها. نتمنى لحزب تواصل نجاح مؤتمره و تكريس مأسسته. و نذكر المؤتمرين فيه بضرورة زيادة نسبة النساء في الهيئات القيادية الجديدة للحزب،
قياسا على نتائج مؤتمرهم الماضي 2013، الذي ازدادت فيه النسبة عن المؤتمر الذي قبله، الذي اقتصر التمثيل على مستوي القيادة التنفيذية على سيدة واحدة هي مسؤولة المنظمة النسائية. ليس من السهل تعويض شخص كجميل و لكن البركة في المأسسة و التناوب و حسن اختيار البديل. و على المستوى الشخصي أشكر الأخ جميل منصور على ما لقيت عنده من تقدير و احترام خلال التجربة التي جمعتنا في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية و كذا المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة.