أم كلثوم بنت حامدينو : لا اعتقد بمولود على هذه الأرض يناهض اللغة العربية

خميس, 15/12/2022 - 13:18

نص التدوينة

 

لا اعتقد بوجود مولود على هذه الأرض يناهض اللغة العربية ويناصبها العداء ويعمل على إحلال لغة أخرى محلها، وإن وجد فهو مبتور الجذور وممسوخ حضاريا؛ وهو كذلك مناهض للغاتنا الوطنية البلارية والسونينكية والولفية، تلك اللغات التي تشكل فسيفساء ثقافية تثري حضارتنا.

إنّ حجج مناهضي لغة القرآن ولسان أهل الجنة وأكثر اللغات ثراء وأقدرها إفصاحا وأعرقها منبعا وأطيبها منبتا بزعمهم أنها ليست لغة علم و قاصرة عن مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية هيَ حجج واهية و لا تستقيم بل إنها  أضعف من بيت العنكبوت. فكيف لنا أن نقارن لغة ثرية كاللغة العربية التي تحتوي على أكثر من 12 مليون مفردة، رفعت عاليا راية التقدم العلمي و الحضاري لقرون عدة، بلغةٍ لا تتجاوز مفرداتها بضع مئات الآلاف. ثم بأي حجة يستطيع هؤلاء المجادلة في إقناع مجتمعنا بلغة مستعمرٍ دخيلةٍ قاومها شعبنا في أوج السيطرة الاستعمارية و لا يتكلمها فرد من أبنائه إلا بعد التعلم، وبشق النفس، ولا تربط أي موريتاني بها صلة  سوى أنها ذات يوم كانت لغة مستعمر، مستبد، دخل البلاد عنوة ونهب خيراتها و أذلّ سكانها وغادرها أرضا محروقة لا ماء فيها ولا مرعى عكس بعض جيرانها الذين ترك أوطانهم عامرة وبُناهم التحتية مكتملة .

إنّ على خدم المستعمر، المتشبثين بأذياله أن يتذكروا أن الاستقلال الوطني المنتزع عنوة تم إعلانه تحت خيمة فى أرض بوار لا زرع فيها.
وعليهم أن يدركوا أن المستعمر نفسه عجز عن فرض لغته وحضارته بسياسة العصى و الجزرة وأنهم لن يكونو أحسن حظا منه ولا أقدر على طمس هوية شعب كل فرد فيه مستعد للدفاع عنها  و تأتي في طليعة هذه الهوية لغتُه، لغة الضاد التي تمثل، في ذات الوقت، لغة الدين ولغة الدنيا والحضارة .
عليهم أن يتقوقعوا على أنفسهم وأن يلعقوا جراح عجزههم عن تنفيذ أجندة أسيادهم الخبيثة خبث سريرتهم، فمناهض الضاد كمن يحاول حجب نور الشمس بغربال وإفراغ المحيط غرفا بِسَمّ خِياط، فاللغة العربية هي لغة حية و هي اللغة الوحيدة التى ضمن لها رب العزة البقاء ووفر لها أسباب الخلود بأن جعلها لغة خير الكلام، القرآن الكريم، المحفوظ بأمر الله و إرادته جلّ جلاله و اختارها لغة للخالدين، الصالحين، المؤمنين، المتقين فى جنات عدن التى أعدت لهم.

عاشت لغة الوحي و لسان أهل الجنة  والخيط الناظم لشعبنا الأبي العريق.

تصفح أيضا...