حزب الصواب ينتق برنامج مكافحة الاسترقاق و مخلفاتها و يقول إن العدالة الاجتماعية لم توجد على أرض الواقع

جمعة, 02/12/2022 - 07:43

افتتاحية الجمعة 02/12/2022 

 

 

(اليوم العالمي لالغاء الرّق )

 

 

 

في اغلب بلدان العالم تسمح الذكرى السنوية لالغاء الرّق في الثاني من شهر دجمبر كل عام بإتاحة الفرصة للنظر الجماعي في الأسباب التاريخية المؤدية لهذه المأساة وأساليبها وعواقبها، وتحليل التفاعلات الإنسانية البشعة التي نشأت عنها في مناطق ممارساتها وأبرز  محطات تبادلها بين أفريقيا وأوروبا والأميركيتين. 
و في بلادنا ما زالت الذكرى تفتح العين على بقايا وآثار للجريمة تبين خطورة الكلام المكرر عن العدالة الاجتماعية وغيابها على أرض الواقع، وضعف تنفيذ برنامج مكافحة الاسترقاق و مخلفاته، وعدم جديتها في وضع خطط بعيدة المدى لضمان تذويب الفوارق الطبقية و قيام مجتمع ديمقراطي يسوده العدل و المساواة في الحقوق و الواجبات، والتفعيل الصارم للنصوص القانونية العديدة وإنفاذها في المحاكم لتنسجم مع الترتيبات الدستورية المجرمة للاسترقاق، وتعديل وضبط القانون العقاري بصفة تمكن من منح الأرض في الريف والمناطق الفلاحية لمن يزرعها من الفلاحين المنحدرين من فئات الأرقاء والأرقاء السابقين ووقف كل أشكال الملكية العقارية القائمة على ثقافة ممارسات الاسترقاق  التاريخية واستغلال الإنسان  وإقصائه المعنوي ومنعه من حق الانتفاع من جزء من أرض يعيش عليها الجميع ويجب أن يتقاسم خيراتها على نحو عادل ومنصف يوفر من خلاله  عيش العائلات والأسر الكريم والمساهمة في تأمين الاكتفاء الذاتي لبلادنا في ظل ازمة الغذاء العالمية المتنامية.
وفي الوسط الحضري المتسع بسرعة فائقة ما زالت معيبة بشكل متعمد خطط السكن الاجتماعي اللائق  لصالح ذوي الدخول المحدودة، ودعم مواد البناء وتسهيل حصولهم على القروض المخفضة،  وتوزيع الارض بمساحات تناسب حجم العائلات وحاجتها للسكن والمأوى اللائقين بدل الاسراف في توزيع  القطع ذات المساحات الكبيرة لمجموعات  قليلة تستغلها في المضاربات وتجارة الريع والاستغناء غير المشروع القادم في الخفاء بدون جهد أو استحقاق .
ما يميز الدولة عن الاشكال الاخرى للسلطة أن النواقص التي تعتم عليها وتتجاهلها تبقى حاضرة في المجتمع بما يصاحبها من الشك والريبة وغياب الثقة في القول والوعد وما يؤديان إليه من الشلل التام، وهو  ما يحتم معالجة الرّق  وآثار الرق وفق حقيقتهما القائمة على ارضنا وبإرادة بحجم الظاهرة وخطورة آثارها على مستقبلنا جميعا .

تصفح أيضا...