سيجري عليك اليوم دمع من الأمس
ويبكيك يومٌ لست من صبحه تُمسي
وتبكيك شنقيط التي كنت مؤنسا
لحاضرها المسلوب والغابر المَنسي
وتبكي عليك القدس إذ كنت شعلة
بمحرابها يا لهف نفسي على القدس
وليس بكاء الشعر بعدك والأسى
يُحَرِّقه إلا بكاءً على النفس
عجبت لمن يرثيك بالشعر بعدما
هوى بك ركن من دوائره الخمس
عزفتَ عن الدنيا بصدقك خاليا
فما سرت نحو الرمس إلا من الرمس
كأن لم تُقم بين الأحبة برهة
كذا تُبحر الدنيا بنا وكذا تُرسي
رحلتَ وللمظلوم بعد صرخة
تمر على بعض المسامع كالهمس
وللبائس المحروم بعدك حومةٌ
محلَّأة حتى عن النّقس والطِّرس
فنَم مكرما يا شيخ واهنأ بمشهد
مع السادة الأبرار في حضرة الأنس
هنالك لا تشقى بآلام أمة
ولا بشديد البأس منها ولا البؤس
ولا تحمل الهم الذي كنت حاملا
على همة لم ترنُ إلا إلى الشمس
عليك من الرحمى ومن مُغدق الرضا
كمال بلا نقص وسعد بلا نحس
وحلّتْ على البيت المؤثل نفحة
من اللطف للبلوى ولو عظمت تنسي
ولا زال في بطحاء شنقيط بعده
وذي الحرث من آثاره مثمرُ الغرس.
وصلى على المختار باعثه هدى
ونورا إلى الأملاك والجن والإنس
محمد ولد بتار ولد الطلبة