انتهت قبل قليل أعمال المؤتمر الشعبي العربي بمدينة الحمامات التونسية، وخصصت جلساته المسائية الأخيرة لمناقشة موضوع الاٍرهاب و تأثيراته و والوضع الخاص في كل من ليبيا واليمن وسوريا، وموضوع التلوث البيئي بالوطن العربي و تأثير الحروب على الصحة خصوصا التلوث الناجم عن الأورانيوم المخصب الذي استهدفت به العراق و سوريا من طرف مختلف القوى الدولية التي مارست عدوانها الغاشم على هذين القطرين، كما شهدت ورشات الجلسات الأخيرة أيضا نقاشات ساخنة وتدخلات كثيرة حاولت أن تقدم رؤية لأهم السبل المتاحة لوضع استراتيجية شعبية مقاومة في الوطن العربي، ومدافعة عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحكامة الرشيدة والتسيير الأمثل لثروات العرب.
وتم في نهاية المؤتمر إقرار اعتماد القطر التونسي مقرا رسميا دائما للمؤتمر والعمل على تركيز مكاتب بمختلف الدول العربية مرتبطة بالمركز الرئيسي في العاصمة تونس، كما تم انتخاب المحامي احمد عبد الهادي النجداوي من القطر الأردني أمينا عاما للمؤتمر.
وينتظر أن تنطلق في نفس المكان يوم غد بمشاركة عدد من الخبراء ندوة تستمر لمدة يومين تتناول القوانين المتعلقة بحقوق الانسان ، وتطوير العمل الإنساني والحقوقي ومناقشة مجموعة من الأمور في مقدمتها قوانين الاجتثاث في العراق.
اهمية المؤتمر تكمن في أنه انعقد دون وصاية من أية جهة رسمية عربية أو إقليمية أو دولية، وتتجلى من أيضا من خلال حجم ونوع الحاضرين وقدرتهم على استنهاض الحالة الوطنية والقومية والديمقراطية في مختلف الساحات العربية من كافة التيارات والاتجاهات والمشارب العربية للنهوض بدور ومكانة الأمة وإعادة طرح مشروعها القومي التنويري في مواجهة المشاريع المطروحة إقليميا وفي مقدمتها المشروع الفارسي والمشروع الصهيوني المتواطئين مع أنظمة العمالة العربية الدائرة في الفلك الأمريكي والإمبريالي الرجعي. مشاريع بغض النظر عن التباينات الموجودة بينها، فهي تتغذى على الضعف والهوان العربيين و غياب المشروع العربي النهضوي القادر على بعث الروح في جسد الأمة وقواها الحية المؤمنة بالأمة كحاضنة لطموحات أبنائها على أرضية ديمقراطية تعددية قادرة على خلق شروط التنمية المستدامة.
وفد حزب الصواب المكون من الرئيس ، الدكتور عبد السلام ولد حرمه ونائب الرئيس أحمد ولد عبيد، قدم كلمة الحزب في الجلسة الختامية وتضمنت اعتزاز حزب الصواب وفخره بأن فضاء من فضاءات المغرب العربي هو الذي احتضن بدقة وجدارة هذه العودة القوية لروح الخطاب القومي، مؤملا ان يكون المؤتمر على مستوى الطموحات والغايات المرجوة و بداية رد فعل على التحديات الاستراتيجية العديدة التي تواجه كل ساحات الأمة وأقطارها وخطوة في بناء ركائز مشروع نهضوي وحدوي ديمقراطي تحرري