مجلس إدارة البنك الأفريقي للتنمية يوافق على إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية  

أربعاء, 29/06/2022 - 18:37

أكينومي أديسينا: " لا يمكن لأفريقيا بعد الآن أن تستعين بمصادر خارجية لأمنالرعاية الصحية من الآخرين".

 

وافق مجلس إدارة البنك الأفريقي للتنمية على إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجياالصيدلانية، وهي مؤسسة جديدة رائدة من شأنها أن تعزز بشكل كبير حصولأفريقيا على التقنيات التي تدعم تصنيع الأدوية واللقاحات والمنتجات الصيدلانيةالأخرى.

وأشاد الدكتور أكينومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية في هذاالصدد قائلا: "إن هذا الأمر يعد تطورا عظيما لأفريقيا، إذ يجب أن تتمتع أفريقيابنظام دفاع صحي، يشمل ثلاثة مجالات رئيسية وهي تجديد صناعة الأدوية فيأفريقيا، وبناء قدرة تصنيع اللقاحات في أفريقيا، وبناء البنية التحتية للرعاية الصحيةعالية الجودة في أفريقيا".

ودعا قادة القارة البنك الأفريقي للتنمية خلال قمة الاتحاد الأفريقي المعقودة فيأديس أبابا في فبراير 2022 ، إلى تسهيل إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجياالصيدلانية. وقال أديسينا في معرض حديثه عن دواعي إنشاء المؤسسة على الاتحادالأفريقي: "لا يمكن لأفريقيا بعد الآن أن تستعين  بمصادر خارجية لأمن الرعايةالصحية لفائدة مواطنيها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، من الآخرين". وبهذه المبادرةالجريئة، أوفى البنك الأفريقي للتنمية بذلك الالتزام.

ويمثل هذا القرار دفعة كبيرة للآفاق الصحية لقارة تعاني منذ عقود من عبء العديدمن الأمراض والأوبئة مثل فيروس كوفيد-19، ولكن مع قدرة محدودة للغاية على إنتاجالأدوية واللقاحات الخاصة بها. وتستورد أفريقيا أكثر من 70 في المائة من جميعالأدوية التي تحتاجها، وتستهلك 14 مليار دولار سنويا.

وقد أعاقت حماية حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع المتعلقة بالتكنولوجياتوالدراية الفنية وعمليات التصنيع والأسرار التجارية الجهود العالمية الرامية إلىالتوسع السريع في تصنيع المنتجات الصيدلانية الأساسية، بما في ذلك اللقاحاتفي البلدان النامية، لا سيما في أفريقيا، من أجل ضمان زيادة فرص الحصولعليها. 

ولا تملك شركات الأدوية الأفريقية اcقدرة على إجراء الفحوصات والتفاوض، ولاهامش مناورة للدخول في معترك مع شركات الأدوية العالمية. فلقد تم تهميشها وتركهاتتخلف عن الركب في مجال الابتكارات الصيدلانية العالمية المعقدة. وفي الآونةالأخيرة، وقعت 35 شركة ترخيصا مع شركة ميرك الأمريكية (Merck) لإنتاج المضادالفيروسي نيرماتريلفير (Nirmatrelvir، وهو دواء لكوفيد -19. ولم تكن أي من هذهالشركات من أفريقيا

ولا توجد مؤسسة على أرض الواقع في أفريقيا لدعم التنفيذ العملي لحقوق الملكيةالفكرية المتصلة بالتجارة بشأن الترخيص غير الحصري أو الحصري للتكنولوجياتوالدراية والعمليات المسجلة الملكية.

وستقوم مؤسسة الأفريقية التكنولوجيا الصيدلانية بسد هذه الفجوة الهامة والفاضحة. وسيتم تزويد المؤسسة عندما يتم إنشائها بالكامل، بخبراء عالميين في مجال الابتكاروالتطوير الصيدلاني، وحقوق الملكية الفكرية، والسياسة الصحية، قصد العملكوسطاء يتسمون بالشفافية للنهوض بمصالح قطاع الأدوية الأفريقي والقيامبالوساطة مع شركات الأدوية العالمية وغيرها من شركات الأدوية الجنوبية من أجلتبادل التقنيات المحمية بالملكية الفكرية والدراية والعمليات المحمية ببراءة الاختراع.

وقال الدكتور أديسينا "حتى مع قرار الإعفاء من حقوق الملكية الفكرية المتصلةبالتجارة (TRIPS Waiver) في منظمة التجارة العالمية، يموت الملايين، ومن المرجحأن يستمروا في الموت، بسبب نقص اللقاحات والحماية الفعالة. وستوفر المؤسسةالأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية حلا عمليا، وستساعد على ترجيح كفة الحصول علىالتقنيات والمعرفة والدراية والعمليات الخاصة لصالح أفريقيا".

ورحبت منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية، على التوالي، بقرار البنكالأفريقي للتنمية المتثمل في إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية.

وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، الدكتورة نغوزي أوكونجو-أيويالا: "تعكس فكرة إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية الفكر والعمل الابتكاري الذييتسم به البنك الأفريقي للتنمية. كما أنها توفر جزء من البنية التحتية اللازمة قصدضمان صناعة الأدوية الناشئة في أفريقيا".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، السيد الدكتور تيدروس غيبريسوس،"إنإنشاء البنك الأفريقي للتنمية للمؤسسة الأفريقية التكنولوجيا الصيدلانية يغير قواعداللعبة في تسريع حصول شركات الأدوية الأفريقية على التقنيات والدراية المحميةبالملكية الفكرية في أفريقيا".

وستعطي المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية الأولوية للتكنولوجيات والمنتجاتوالعمليات التي تركز أساسا على الأمراض المنتشرة على نطاق واسع في أفريقيا،بما في ذلك الأوبئة الحالية والمستقبلية. كما ستعمل على بناء المهارات البشريةوالمهنية، والنظام البيئي للبحث والتطوير، ودعم تطوير قدرات المصانع والجودةالتنظيمية لتلبية معايير منظمة الصحة العالمية.

وبينما يجري إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية تحت رعاية البنكالأفريقي للتنمية، فإنها ستعمل بشكل مستقل وتجمع الأموال من مختلف أصحابالمصلحة بما في ذلك الحكومات ومؤسسات تمويل التنمية والمنظمات الخيرية وغيرها.

وستعزز المؤسسة التزام البنك الأفريقي للتنمية بإنفاق ما لا يقل عن 3 مليارات دولارعلى مدى السنوات الـ 10 المقبلة لدعم قطاع تصنيع الأدوية واللقاحات في إطار رؤية2030 لخطة العمل الصيدلاني. كما ستكون مجالات عمل المؤسسة رصيدا لجميعالاستثمارات الحالية الأخرى في إنتاج الأدوية في أفريقيا.

وستحتضن رواندا مقر المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية. وستحظىالمؤسسة، باعتبارها كيان منافع مشترك، بهياكل خاصة بها في مجالي الإدارةوالتشغيل. وستعزز التحالفات بين شركات الأدوية الأجنبية والأفريقية وتتوسط معهم.

وستعزز المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية شركات الأدوية المحلية للمشاركةفي مبادرات الإنتاج المحلية مع التعلم المنهجي للتكنولوجيا والارتقاء بالتكنولوجيا علىمستوى المصنع. 

كما أنها ستعمل مع الحكومات الأفريقية ومراكز البحث والتطوير المتميزة من أجلتعزيز النظام البيئي الإقليمي للابتكار في الأدوية واللقاحات لأفريقيا وبناء المهاراتمن النوع اللازم لازدهار قطاع الأدوية. 

وستعزز التنسيق الوثيق بين مختلف مبادرات تصنيع الأدوية واللقاحات الجارية علىالمستوى الإقليمي قصد زيادة الروابط التعاونية، والاستفادة من أوجه التآزروالشراكات في جميع البلدان الأفريقية.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية ستعمل عن كثب معمفوضية الاتحاد الأفريقي، ومفوضية الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الصحة العالمية،ومجمع براءات الأدوية، ومنظمة التجارة العالمية، والمنظمات الخيرية، والوكالاتوالمؤسسات الثنائية والمتعددة الأطراف، وستعزز التعاون بين القطاعين العام والخاصفي البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية. 

للاتصال: إدارة الاتصال والعلاقات الخارجية، [email protected]

 

 

تصفح أيضا...