وصف وزير الدولة الصحراوي، مصطفى السيد، الحرب التي دارت سبعينيات القرن الماضي بين موريتانيا وجبهة البوليساريو بأنها كانت خطأ وكارثة وفقدان للحكمة والتبصر.
ونقلت وكالة الأخبار الموريتانية في مقابلة لها مع الوزير الصحراوي قوله "يجب تذكر ما فات من حرب على كل حال بمزيد من ردمه ومزيد من تجميع وسائل وأسباب ردمه وبالتالي التنسية فيه ونسيانه".
ولفت إلى أن زيارته لموريتانيا التي التقى خلالها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وعدد من المسؤولين السياسيين، كانت بهدف "إطلاع الأشقاء أو الجيران على آخر تطورات القضية الصحراوية وخصوصا زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام هورست كولر الرئيس الألماني السابق وكذلك مختلف الإشتباكات الدبلوماسية سواء في الأمم المتحدة أو اللجنة الرابعة أو لجنة الأربعة والعشرين أو مجلس الأمن".
وأشار إلى أنه بحث مع الرئيس الموريتاني أيضا "آخر اشتباك حول حضور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في قمة الشراكة بين الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي ، وكذلك مسألة العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك في قضايا بعينها".
ونبه إلى أن العلاقات بين موريتانيا والصحراء الغربية"قيمتها الأمانة العامة في دورتها العادية الأخيرة بتثمين وإيجاب وأثنت عليها وهذا كان هو تقيمي للرئيس حول هذه العلاقات وهذا التعاون في مجالات عدة وخاصة في المجال الأمني".
وأضاف:"حقيقة هناك رضا متبادل عن هذه العلاقات التي تميزها الثقة والوعي والقناعة بتميز هذه العلاقات والوشائج الثقافية والاجتماعية والجوار واشتراك المصالح ووحدة المصير، وبالتالي ما يندرج من أجل ذلك يعني من اشتراك التهديدات والتحديات ولكن كذلك اشتراك الفرص والمنافع وعوائد مواجهة التهديدات والتحديات المشتركة".
وأشار إلى وجود تعاون على أعلى المستويات مع موريتانيا "وكذلك على المستوى القطاعي والحدود وتبادل للمعلومات والتنسيق في مواجهة التهديدات خصوصا مسألة المخدرات وعصابات الجريمة والتي مصدرها وبوابتها جارتنا الشمالية المغرب التي تتخذ من التراب الصحراوي والموريتاني معبرا لنقل الجريمة والمخدرات لإغراق الأسواق بها (أسواق الساحل وشمال إفريقيا) وفق تعبيره.
ونبه إلى الرباط تسعى لجعل الأراضي الموريتانية والصحراوية معبرا للمخدرات والتهريب "نحو أوروبا ومرورها كذلك هو تمرير لدعم بعض الحركات والمجموعات الإرهابية بشمال مالي وحتى بنيجيريا".
وأضاف:"نحن نتعاون مع موريتانيا في هذا المجال ونحاول أن نتفادى بشعبينا وبلدينا هذه المخاطر والنوايا وهذه المخططات التي تخدم التوسعية تخدم الجريمة المنظمة عالميا وتخدم التوسع المغربي".
ولفت إلى اللقاءات التي عقدها مع الرئيس الموريتاني والمسؤولين السياسيين الموريتانيين، لمس فيها إجماعا على صعيد القمة وعلى صعيد المجتمع المدني يدور حول مسألتين:أولا: وحدة المصير وبالتالي أي تطورات إيجابية تعود بالخيرعلينا جميعا وأي تطورات سلبية وأي تصعيد كذلك يشملنا بأضراره، ثانيا: هو أنه ما فات من حرب في الحقيقة كان خطأ وكان كارثة وفقدان للحكمة وفقدان للتبصر بالتالي تذكره على كل حال بمزيد من ردمه ومزيد من تجميع وسائل وأسباب ردمه وبالتالي التنسية فيه ونسيانه"على حد تعبيره.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان ناقش مع الرئيس الموريتاني موضوع فتح سفارة للصحراء بنواكشوط، قال إنه لم يكلف بطرح هذه النقطة"لكن كانت مهمتي إطلاعهم على الأوضاع، لمست تشبث موريتانيا وتشبث الرئيس أساسا بكل مفردات السيادة، مفردات سيادة موريتانيا، وفي الحقيقة لمست صمود وعناد في أي محاولة تجاوز من طرف المغرب للسيادة الموريتانية أو التدخل في شؤونها الداخلية، ولمست كذلك توثق العلاقات مع بقية الجيران وخصوصا مع الجزائر و الإستعدادات لجعل المعبر بين الجزائروموريتانيا سببا لتخفيض الضغوط وعمليات الإبتزاز المغربية".