الشعوب التي عرفت الاحتلال وعانت من وطأته، وعرفت معنى أن يدخل إليك في عقر دارك غازٍ ليخرجك منها ويسلب منك أرضك وكرامتك وحريتك، هي شعوب لا يمكن أن تساند أو تدعم أي احتلال ولا أي اعتداء على أي شعب مهما كان.
لذلك نجد أنفسنا اليوم ملزمين برفض الاحتلال الروسي لأوكرانيا مهما كانت مبرراته ودوافعه، لكننا مع ذلك نطالب الغرب الذي نتقاطع معه اليوم في رفض الحرب الروسية على أوكرانيا أن يدرك أن هنا بهذا العالم شعوبا تعاني الاحتلال والاعتداء على الارض والعرض والكرامة بفعله ودعم منه.
فالأراضي الفلسطينية محتلة بمباركة ودعم غربيين، وقيام دولة فلسطين على ما استعصى على الصهاينة احتلاله من الارض ممنوعة بدعم ومباركة من هذا الغرب، والجولان السوري مغتصب بدعم وتأييد من دول الغرب، والاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان كان اعتداءً خارج "الشرعية الدولية" التي هي صناعة الغرب، دون أن نسافر في الزمن إلى أبعد من ذلك حيث حروب الغرب وعدوانه على شعوب عزل مسالمين.
أيها الأصدقاء في الغرب متى تدركون أن الفجوة تزداد وتكبر بشكل هائل بين سياساتكم وما تعلنون من مبادئ وقيم، ولأننا في الأصل - وبحكم معرفتنا بكم - لا يمكن أن نصدقكم كثيرا في درجة تشبثكم بهذه المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة، مع ذلك فأقل القليل أن نطالبكم باحترام أحكام القانون الدولي الذي هو صنيعتكم ومن وضعكم وفرضكم على العالم.