ما لكِ يا دنيا ؟! ..
أطالتْ ليالينَا السُّهادَ كأنَّمَا ** رجَمْنا بِصخْرٍ بَدْرهَا فهْيَ تَثْأرُ !
فما لكِ يا دنيا تنكَّرْتِ للضِّيَا ** وَ لا فجَّ إلا فيهِ ريحٌ تُزمْجِرُ ؟!
و منْ عَجَب الأيَّام أنْ يُخْنَقَ الهُدى ** وَ غُولُ التَّجنِّي سادِرٌ يَتَبَخْتَرُ !
فيالكَ منْ يوْمٍ أتانَا فُجاءَةً ** تعوَّذ منه المسلمون فأُعْذِرُوا !
أيُتْركُ من آذَى الحبيبَ مُحمّدًا ** بشنقيطَ حُرًّا ؟! .. إنَّ هذَا لمُنكَرُ !
جرى الدّمعُ من يومِ الخميسِ و لا أَرَى ** عُيونَ الورى عَمَّا تَفيضُ سَتُقصِرُ
بُكاءانِ أمّا واحدٌ فَلِأَحمَدٍ ** هُيامًا و أحزانًا بِها نَتَطهَّرُ
وَ إنَّ له الثانيَّ و العُمرَ كلَّهُ ** وَ منْ فِي مُسِيلاتِ الدموعِ يُفكِّرُ ؟!
فليْسَ مُسيلُ الدَّمعِ إلاَّ قضاؤُكُمْ ** لقد فتَّت الأكبادَ هذا المُوقَّرُ !
و إن رسولَ اللهِ يا قوْمُ شاهدٌ ** عليْنا و أقلامُ الملائِكِ تَسْطُرُ
فصلُّوا عليهِ مثلنَا و تَذكَّروا ** قياماً لهُ كُلُّ الخلائِقِ تُحشَرُ
أعيدُوا بما شِئتُمْ إليْنَا قلوبَنَا ** و إلاَّ عليْها أربَعًا سَنُكبِّرُ
الشيخ ولد بلعمش
الأحد 12/11/2017