طيبة الطَيْبة
أَماءَكِ ماشربتُ أم المُداما
وريحكِ ماشَممتٌ أم الخٌزامى
أطيبةَ بٌغيتي وصميمَ حُبي
مُنى قلبٍ بروضك قد تنامى
قدمتُ إليكِ من شوقٍ قديمٍ
غراما قد غُذيتُ به غُلاما
ففى ساحِ المناخةِ قد تبدتْ
معالمُكِ الجديدةُ والقُدامى
تراءتْ فى الشمال رُبى الثنايا
طلوع البدرِ كان لها سَناما
وذا سلْعٌّ يُطلُّ بناظريه
ويَترك فى مناظركِ ارتساما
وذا أحدٌ يدير إليك وجها
ويقرئكَ التحيةَ والسلاما
نظرتُ إلى القبابِ وقد تسامتْ
وخفقُ القلب فى صدري تسامى
وسَعْيي للسلامِ أثار مني
شُجونا وقعها شمَلَ السُّلامى
وجاوزتُ المنابر وهي تهفو
حنينَ الجذعِ أوحشَ فاستهاما
ولما أنْ مررتٌ على السرايا
تصورتُ الصِحابَ بها قياما
صفوفا ينظرون إلى رسولٍ
تقدسَ قدره فَعَلا مَقاما
وفى روض الجنانِ مُقام يٌمنٍ
به يَلقَى السكينةَ من أقاما
ولما أن وصلتٌ مَرامَ أعلى
مقامات، وأشرفها مراما
غضضتٌ الطرف من عَيني حياءا
وصنتُ القول من فميَ احتراما
أشاهدُ ما أشاهد لست أدري
أصحواً ما أشاهدُ ام مناما
وغالبتٌ الأمورَ لكي أودي
يقينا بالرسالة واعتصاما
إمام المرسلين عليك مني
صلاة استغيث بها الإماما
أأحمدَ قد صدقتَ وقلتَ حقا
بلاغٌ أمانةٍ عمّ الأناما
لقد بلّغتها ولقيتَ منها
على إبلاغها مِحناً عظاما
وكان لقومكَ القِدْحٌ المٌعَلّى
بتكذيب بها واذىً وذاما
وآياتٌ النبوؤةِ بيناتٌ
تُزيلُ بديهة عنها القَتاما
ألمّا يعرفوك فتىً أميناً
صدوقا مٌحسناً براً هٌماما
ألمّا يسمعوا وحياً مٌبيناً
قد افْحَمهُم فما اسْطاعوا كلاما
لعل نفوسهم قد ايقنتهُ
ونور الحق يخترقُ الظلاما
ولكن كذّبوا حسداً وحِقداً
ولجو فى حبائلهم خصاما
ولكن الإله قد اجتباهُ
وفى إنعامهِ أهدى التماما
إمام المرسلين إليك عهدي
شهودا كاتبين له كراما
أٌرَجي محوَ آثام ثِقالٍ
على نفسي جنيتٌ بها دواما
وأضْرعٌ بالصلاة عليك مني
صلاة الله بدأً وأختتاما
محمد المختار ولد اباه