يلعب معنا المستشار المقال أحمد ولد هارون لعبة تشويق غير مناسبة و لم نتعودها من أمثاله الذين يتجاوزون الصفوف بسرعة و يصعدون المنبر
يلعب معنا لعبة قاموس مطاط لا توجد فيه حقيقة ثابتة فنتمسك بها و لا يحوي كذبة صريحة فنأخذه عليها
"الكلام أوسع من الكذب " عند ولد هارون و لكنه يضيق عن الحقيقة وفق طريقته
منذ نهاية البرنامج الذي اقتيد إليه الرجل حاملا شعارات سياسية اتقدت في صدورنا لوعة الشوق للوثيقة و جال في أذهاننا غضب على من يستنزفون عملاتنا الصعبة " ملايين الدولارات " ! و يحملونها في حقائب ولد هارون ، توقعنا أن يكون شاركها مع بعضهم احتياطا لأي طاري تخيلناها وثيقة بخاتم أحمر بفقرات بارزة و بخلاصة قوية صادمة ...
لم يترك الرجل الوثيقة عند أحد !
رجونا أن يطلق سراحه بسرعة حتى يجد الفرصة لنشر الوثيقة العظيمة فجاء الخبر السار أنه يبيت في بيته أول ليالي عطلة الأسبوع ، سهرنا نقلب صفحات التواصل الاجتماعي عل الوثيقة تتسرب ..
و لكن لم يتسرب شيء !
ظل يومه و ليلته و هو في سعة من أمره لكنه لم ينشر الوثيقة التي ارتفع سقف توقعاتنا بشأنها ليصدر بيانا يوحي بأنها ليست إلا محضر التحقيق يحوي تصريحات مع موظفة البنك المركزي المتهمة باختلاس مبالغ من العملات الصعبة
قال ولد هارون في بيانه اليوم : إن الموضوع قد لفت انتباه النيابة و أنها ـ وفقه ـ صرخت صرخة مدوية إلى وزير العدل عبر رسالة رسمية
يقول ولد هارون في مقابلته " في مكتب وزير العدل اطلعت على الوثيقة "
هنا يتضح أن المستشار السابق لا يعني إلا محاضر التحقيق التي ربما أحالتها النيابة إلى وزير العدل ، و هي في النهاية اتهامات من متهمة باختلاس مبالغ حقيقية من الدولارات ، كان حالها يقول "علي و على أعدائي "بالحق أو بالكذب و كثير ما يحصل هذا لدى المتخاصمين
أما أن يقول ولد الشيخ سيديا إنه يؤجل إخراج وثيقته و قد تحدث عن بعض ملامحها إلى الوقت الذي يراه مناسبا " شرعا و قانونا و سياسة " فهذا مجرد كلام لا يقدم و لا يؤخر
فإن كانت الوثيقة حقيقة و بدرجة الخطورة التي تحدث عنها الرجل في البرنامج فالشرع يلزمه أن يقدمها للشعب الموريتاني و لا عبرة بقوله ـ أن الوثيقة لديهم يخرجوها إن أرادوا ـ و متى أخرجت الشرطة أو النيابة وثائقهم
لكن الرأي أن الرجل دلس علينا كما يفعل دائما شريكه في السياسة ولد عبد العزيز و لو سرد لنا بعض المآخذ على عدم اعتبار المحققين لأقوال هذه المتهمة لكان رأيه وجيها
في النهاية نقول لولد هارون أننا لا نريد لعبة تشويق أخرى .. نريد الوثيقة