إن كان لا بد من حوار ، البعض يصر على نعته بالتشاور ، وطني يتم فيه مناقشة الاوضاع العامة للبلد . فلا بد من ان نسجل هنا ان هذا العهد الميمون عهد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني قد تميز - كما يعلم الجميع - منذ أيامه الاولى بأن جعل القصر الرئاسي مفتوحا على مصراعيه لكل سياسيي البلد و قادة الرأي و التأثير مهما اختلفت مشاربهم و انتماءاتهم الفكرية و الحزبية.وتم الاستماع للجميع بكل أريحية و نزاهة ، و قد شهد الرأي العام ذلك و أشاد به كسابقة سياسية غير معهودة في هذا الوطن العزيز ، على الاقل في عقوده الاخيرة المتسمة بحدة الاستقطاب السياسي!
و الآن . حين طلبت نخبتنا السياسية من فخامة رئيس الجمهورية الموافقة على إجراء حوار موسع لا يستثني رأيا و لا قضية وطنية ، فإنني أضع بين يدي من يهمه موضوع الحوار أن يركزوا على قضية " وحدة الصف الوطني أمام المخاطر و التهديدات" ..خصوصا أن بلدنا يقع على تخوم مناطق ملتهبة بالقلاقل و الاضطرابات الأمنية و السياسية الخطيرة.
وهذا ما يتطلب يقظة تامة و جاهزية كبيرة على أعلى المستويات .
ولا بد من تكاتف الجهود بين الجميع و دعم القوات المسلحة و الأمن بكافة تشكيلاته و انواعه بالدعم اللازم المعنوي و اللوجستي من أجل صموده و تصديه لمختلف التهديدات الداخلية و الخارجية التي تتربص بالوطن و تنتظر اللحظة التي تسفر فيها عن مخططاتها الاجرامية و التخريبية الخائبة بقدرة الله تعالى.
إذن ..فإن اهم نقطة يجب ان تطرح في مستهل جدول أعمال الحوار الوطني هي مكافحة الارهاب و الغلو و تعزيز الأمن الوطني الشمولي.
و ذلك في رسالة واضحة للداخل و الخارج أننا مع جيشنا و قواتنا وهم خط الدفاع الأمامي عن حدودنا و سيادتنا و مواردنا الوطنية .
فالتشاور بقدر ماينطلق من هموم الحاضر و تفاصيله عليه ان يتشوف للمستقبل و قضاياه و إكراهاته المختلفة لبناء وطننا على أسس سليمة و قوية و صحيحة تشكل قطيعة مع الماضي بما فيه من سلبيات و نقاط سوداء كالنعرات الفئوية و العنصرية البغيضة التي جربنا مخاطرها على سلمنا الأهلي ووحدة مجتمعنا .
فالمقاربة الامنية للأمن الوطني الشامل التي طرحها رئيس الجمهورية كانت مقاربة ناجحة و أصيلة، و قد و ضعها محل تجربة و تطبيق منذ كان قائدا للجيوش ، و قد اثبتت نجاعتها و فاعليتها كما نعلم جميعا.
فكل ما سيعزز هذه المقاربة الأمنية و يطورها و يدفعها الى الأمام فعلينا أن نتشبث به و نتمسك به ، و لا ينبغي ان نسمح لنخبتنا أن تنزلق إلى احوال يكون من شأنها تهديد الأمن الوطني و جعل وطننا مكشوف الظهر للتهديدات و المخاطر.
فكيف نهدف إلى بناء دولة ضعيفة او غير آمنة او مخترقة يمينا و شمالا.
فإذا أخذنا هذه المحددات بعين الاعتبار في اثناء ترتيبنا لموضوعة الحوار الوطني فقد ننجح في العبور بالتشاور الى الاقتراب من تحقيق مستهدفاته الكبرى بتحديد الخطوط الحمراء المرتبطة بالمصلحة الوطنية الكبري و حماية الأمن الوطني و دعم الجيش و كافة القوى الأمنية في سبيل ذلك الهدف الأسمى : حماية الارض و العرض لدولتنا و شعبنا دائما و أبدا..
فهل سيكون أهل الحوار و التشاور على مستوى آمال و طموحات الشعب..ذلك ما ستكشفه الايام القادمة..
وعاشت موريتانيا حرة و مزدهرة و آمنة.
المصطفي الشيخ محمد فاضل