في مثل هذا الْيَوم من العام الماضي تم "إطلاق سراح" السيد محمدو ولد صلّاحي بعد أن قضى خمسة عشر عاماً في العذاب المهين، متنقلا بين سجون الأردن وباغرام واغوانتنامو، بدون أن توجّه له الولايات المتحدة أي تهمة رسمية طوال كل تلك المدة.
الغريب أن نظام بلاده، الذي يعترف ببراءته هو الآخر، هو من سلَّمه -وهو صائم في شهر رمضان- إلى الآمريكيين. في مشهد من الظلم والتبعية والهوان لم يتجرأ عليه بلد آخر يومها. حتى أن باكستان مثلا، ربيبة أمريكا التي سلمتها الكثير من المعتقلين، لم ترض بتسليم مواطنها سيف الله بركة، رجل الأعمال والسجين الحالي في اغوانتنامو، بل لم تعتقله أصلاً. واضطرت المخابرات الأمريكية لاستدراجه في صفقة تجارية وهمية إلى تايلاند لتتمكن من اعتقاله هناك!
الْيَوم وبدل أن يعتذر له النظام الحالي ويعوّض له عن إساءة الدولة الموريتانية في حقه، كما فعلت بلدانٌ أخرى لغير مواطنيها، لايزال هذا النظام، بعد عام من عودة ولد صلّاحي، يمتنع من إعطاءه جواز سفر، ومن أن يمنحه الحرية التي يكفلها له القانون.
عبد الله بيّان
رئيس المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان