هكذا وبكل يسر، يبرم الطرفان الموريتاني والسينغالي عدة اتفاقيات في مجالات الصيد و البيئة والتنمية المستدامة و النقل البري، بلا تعنت مسبق و جولات ماراثونية !!
من كان يصدق أن البلدين الجارين لم يتفقا أبدا قبل اليوم « ودون أزمة مسبقة » على تسليم المطلوبين و نقل المدانين !!
تلك ثمار العمل المسؤول و المشترك والتعاون البناء الذي يطبع هذا العهد الميمون.
السيد ماكي صال زارنا أول مرة في خريف 2012 وقد خيمت الأوضاع في الجارة مالي على أجندة الزيارة، التي جاءت شهرين بعد اتفاق الطاقة المشهود الموقع في نهاية يوليو من نفس العام والقاضي بإمداد السنغال بالكهرباء المنتجة من المياه الموريتانية.
كنا على موعد مع زيارة ثانية لماكي صال في فبراير من العام 2016 لإطلاق المبادرة العالمية للشفافية في استغلال الثروة السمكية.
نددت حينها موريتانيا الرسمية بالصيد الجائرو غير القانوني و الغموض الذي يميز بعض الصفقات في القطاع، قبل أن تستدرك ذات موريتانيا الرسمية، وتبرم صفقات مع شركات نحاول الآن الافتكاك منها بمراجعة العقود أو التخلص النهائي .
ماكي صال أعاد الكرة مرة أخرى في زيارة الثامن من فبراير 2018 على وقع أحداث سينلوي والحادث الأليم الذي أسفر عن مقتل صياد سنغالي على الساحل الموريتانية وما أعقبه من استهداف مؤسف لممتلكات للموريتنيين في المدينة الحدودية.
لكن الرجل خرج هذه المرة وبعد أخذ ورد بتوقيع اتفاقية التعاون حول استغلال حقول الغاز السلحفات الكبير وآحميم، ورجع محملا بتأجيل ملف استغلال الثروة السمكية لنهاية مارس من نفس العام، كما تأجل التوقيع على الاتفاقية الخاصة بشروط دخول وإقامة رعايا البلدين، واتفاق الثروة الحيوانية بانتظار المزيد من البحث.
عامان بعد تلك الزيارة لم نستضف فيهما السيد ماكي ومريم فاي، إلى أن تم انتخاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولدالشيخ الغزواني، فكانت زيارة الثامن عشر من فبراير 2020 التي تم خلالها التوقيع على ستة اتفاقيات دفعة واحدة ،في مجالات الزراعة والثروة السمكية والطاقة والاتصالات والأمن والضرائب.
السيد ماكي يزورنا اليوم و قلوبنا مع الشقيقة السنغال المقدمة على انتخابات رئاسية حاسمة، وابن ولاية فاتيك الذي يقود بلاد التيرينغا منذ إبريل 2012 ، وصل نواكشوط تشيعه اتهامات المعارضة السينغالية بعدم احترام شروط الحوار السياسي الذي بدأ منذ عام 2019 مهددة إياه بحملة تصعيد لدى المشايخ و المنظمات المحلية.