أحمد سيدي ـ ريم آفريك
باعتماد نواكشوط سفير الرباط حميد شباز تدخل العلاقة بين البلدين حالة جديدة من الانفراج بعد سنوات من التوتر الذي بلغ مداه خلال السنوات الخمس الماضية، حي مرت العلاقة بمراحل ومحطات متعددة أبرزها
المغرب راعيا للانقلاب العسكري
حيث ظهرت مؤشرات كثيرة على ذلك أبرزها استقبال الملك المغربي للرئيس محمد ولد عبد العزيز أسابيع قليلة قبل الانقلاب العسكري في 6/8/2008 ليكون بذلك أول قائد حرس رئاسي أجنبي يستقبله الملك المغربي
المغرب أول المهنئين
مثلت زيارة المسؤول المغربي الكبير ياسين المنصوري أول زيارة لمسؤول أجنبي إلى موريتانيا بعد الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، حيث التقى المنصوري القادة الجدد للبلاد، ولا تخفى أهمية الزيارة حيث يمثل المنصوري أحد أهم رجال الاستخبارات المغربية
المغرب في مواجهة الجزائر
عملت المملكة المغربية بقوة على تذليل العقبات أمام الاعتراف الدولي بالسلطة الجديدة في موريتانيا، فيما عملت الجزائر بقوة على مساعدة الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة للانقلاب، وهكذا ظلت ورقة الشرعية في موريتانيا عنوان صراع قوي بين البلدين في المحافل الدولية، وعملت الجزائر خلال هذه الفترة على تقليص استثماراتها في نواكشوط.
وبعد حوار دكار استقرت العلاقة بين البلدين، حيث تعددت زيارات الوفود بين البلدين قبل أن تنعقد اللجنة المشتركة بين البلدين والتي وقعت 18 اتفاقا بين البلدين.
أزمة القنصلية الموريتانية
بدأ التوتر بين البلدين منذ العام 2012 حيث رفضت نواكشوط طلبا مغربيا بإقامة قنصلية موريتانية في مدينة الداخلة ضمن الأقاليم الصحراوية، ورأت نواكشوط في هذا الملف خروجا على ملف الحياد الإيجابي الذي تتبناه تجاه القضية الصحراوية، فيما رأت فيه السلطات المغربية تقاربا جديدا مع خصمها الجزائر، حيث بدأت الصحف المغربية تشن حملات إعلامية متواصلة ضد السلطة الموريتانية
ولا يمكن أيضا تجاوز أن التقارب الموريتاني الجزائري وتأزم العلاقات مع المغرب جاء بعد العملية الإرهابية البشعة التي تصدى لها الجيش الموريتاني على مشارف العاصمة، حيث بدأت نواكشوط مراجعة حساباتها الأمنية وعلاقاتها الإقليمية، لتتوجه إلى حوار جديد مع الجماعات السلفية المسلحة ضمن مراجعة لعلاقاتها الإقليمية
وتتبادل المغرب والجزائر الاتهامات بشكل دائم حول العلاقات مع الجماعات السلفية المسلحة في منطقة الساحل واستغلالها في الصراعات الإقليمية في المنطقة.
أزمة السفير
طلبت نواكشوط من السلطات المغربية استبدال سفيرها في نواكشوط المرحوم عبد الرحمن بن عمر بآخر لكن المغرب رد بالرفض والتصلب وهو ما ردت عليه نواكشوط برفض مماثل لتعيين أي سفير جديد في المغرب مكتفية بمستشار يدير ملف السفارة
تأجيل زيارة الملك
أثار تأجيل الزيارة المتوقعة للملك المغربي محمد السادس إلى نواكشوط الجدل الكثير أيضا حول العلاقة فمنذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للمنطقة والحديث متواصل عن زيارة الملك السادس لنواكشوط دون أي يتم تحديد أجل للزيارة المذكورة وقبل أن تتوتر العلاقة بين الطرفين.
العلاقة مع الصحراويين
سلمت الرباط نواكشوط أكثر من 50 جواز سفر موريتاني بيد نشطاء صحراويين معتبرة أن الجواز الموريتاني مكن الصحراويين المعارضين من الدخول إلى الأراضي الموريتانية، فيما اتهمت صحيفة المستقبل الصحراوي نواكشوط بتجنيس مئات الصحراويين وذلك في ولاية تيرس الزمور
مضايقة الموريتانيين العابرين
تلقي الموريتانيون العابرون للأراضي المغربية باتجاه أروبا مضايقات كثيرة من قبل الدرك المغربي، فيما ردت موريتانيا بالمثل بمضايقة سائقي الشاحنات المغربية المتوجهة إلى افريقيا.
احتضان المعارضين الموريتانيين
ومع ظهور الأزمة وتوتر العلاقة بقوة بادرت المغرب باحتضان عدد كبير من المعارضين الموريتانيين أبرزهم المصطفى الإمام الشافعي ومحمد ولد بوعماتو، طيلة سنوات عديدة، فيما استطاعت موريتانيا خلال تلك الفترة توطيد علاقاتها مع الجزائر والبوليساريو التي تمتعت بسفير مقيم في نواكشوط.
بدايات التقارب
مثلت تصريحات الرئيس السابق لحزب الاستقلال حميد شباط المسيئة لموريتانيا بداية التقارب بين البلدين، حيث اتصل الملك المغربي محمد السادس معتذرا وأوفد وزيره الأول إلى موريتانيا للقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز مقدما عرضا مغربيا للمصالحة يتضمن تلبية كل شروط موريتانيا، وواصل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة التفاوض مع نظيره الموريتاني لبحث شروط التقارب
نواكشوط تسلم ملفات اتهامات ضد بوعماتو
سلمت نواكشوط قبل شهرين ملف اتهامات موثقا ضد رجل الأعمال بوعماتو إلى السلطات المغربية، قبل أن ترد المغرب بعد ذلك بطرد بوعماتو من أراضيها، وهي الخطوة التي قابلتها نواكشوط باعتماد السفير المغربي الجديد لتبدأ بذلك صفحة جديدة، تعيد مياه العلاقة بين البلدين إلى مجاريها وإن لم تكن نقية بما فيها الكفاية