سيطر الخلاف بين إمام المسجد الكبير أحمد ولد لمرابط حبيب الرحمن و المجلس الأعلى للفتوى و المظالم ممثلا برئيسه الفقيه محمد المختار ولد امباله على خطبة الجمعة الرسمية الأخيرة و التي سبقتها .. كما ظهر الخلاف في ندوة علمية أقامها المجلس للتعريف بكتاب مجموع فتاوي انبوي حينما قال عضو المجلس الطالب اخيار ولد مامين " ان ما يقوم به ديوان المظالم لا تستطيع أي جهة مهما بلغت من المكابرة ان تنكره ثم اضاف: أن هناك من يعتبر نفسه مفتي للجمهورية وهو بهذا منتحل، ولا يحول بينه وبين السجن إلا ان تقدم منه شكاية للأمن .."
و هو ما رد عليه الإمام في خطبة كاملة دعا فيها إلى مراجعة الكتاب و اعتبره لا يصلح " لأن يسافر " بل و أشاد بكتاب آخر عن الفتاوى الشنقيطية جمعه الدكتور يحيى ولد البراء ـ و ربما اعتمد عليه الكتاب الجديد دون إشارة ـ حيث فُهم الموضوع أنه مدح لكرام على حساب آخرين
و عاد الإمام ولد حبيب الرحمن إلى الموضوع في خطبته الثانية من دون توضيح مركزا على الموضوع العلمي المتعلق بالفتوى و الاجتهاد و علم الحديث و الشمولية في العلم الشرعي و هي رسائل مشفرة من المؤكد أن أعضاء المجلس يفهمونها
لكن الخلاف قديم فمنذ إنشاء المجلس الأعلى للفتوى والمظالم و إمام المسجد الكبير يقول إنه أولى منه هيئة للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و هو ما ذكر به سريعا في الخطبة قبل الأخيرة ـ رغم أن السعودية صاحبة الفكرة تراجعت عنها مؤخرا ـ
و يقول مراقبون للساحة العلمية و الفكرية إن تجدد الصراع و خروجه إلى العلن يتعلق بالتنافس على شغل رئاسة هيئة الفتوى الجديدة ذات الصلاحيات الكبيرة و التي تم إقرارها بالتعديلات الدستورية الأخيرة