الجريمة في عَدَّادِ اليوم والأمس وفي ميزان السياسة/محمد الأمين ولد بلعمش

جمعة, 11/06/2021 - 20:08

يحاول البعض الآن في حروب إعلامية خاسرة تصوير البلد وكأنه في حالة من الانهيار الأمني المخيف خِدمة لأجندات وحسابات ضيقة خاصة به، ويَعْمَد في ذلك إلى :
1-ترويج أخبار كاذبة عن عمليات قتل وتلصصٍ (سُجِّلَت مؤخر  أربع حالات في يوم واحد من تلك الإشاعات )
2-تهويل ما يحدث من عمليات إجرامية وتضخيمه وترويع الناس وإيهامهم بأنه على كل باب يوجد قاتل من عتاة المجرمين ينتظر من يخرج ليفتك به ،وفي كل دَرْبٍ يقف لِصٌ يَتَرَصّدُ سَالِكِيهِ 
والحقيقة التي لا مِراءَ  فيها والتي تُسعفها الأدلة الدامغة  بالأرقام  ،تدل على أن الجريمة شهدت مؤخرا تراجعا  في العدد   والفظاعة .
صحيح أنه حدثت جرائم  متفرقة راح ضحيتها أبرياء  مسالمون  غيلة بأياد   غادرة 
و طبيعي أن يتألم كل صاحب ذوق  لأي جريمة تحدث ،وينادي ببسط الأمن والإمساك بالجناة وإنزال أقسى العقوبات بهم ولا يحتاج في ذلك لصاحب غرض يركب موجة الشجب التي شارك ذبابه الإلكتروني في تضخيمها ليصل بها غايات صغيرة نَتجاوز  الحديث عنها لضيق دائرة  اهتمامها.
فما نزال وسنظل -ربما لوقت طويل - تحت تأثير هول  جرائم الحرابة والقتل  والاغتصاب البشعة والسطو المسلح التي سجلت في السنوات الأخيرة خصوصا تلك التي توهم منفذوها أنهم قطعوا حبال اتصالهم بها حين تخلصوا من ضحاياهم فيها بحرقهم :
-الطفلة البريئة زينب عبد الله الخضر ذات  العشر سنين التي اغتصبت وأحرقت بعرفات ديسمبر 2014
-الفتى الطيب محمدُّ ولد برو  الذي قتل وأحرقت جثته منتصف فبراير  2019 .....
وتلك  الجرائم البشعة التي ما تزال مسجلة حتى الساعة ضد مجهولين  كحادثة قتل الفتى الطيب وحيد. أمه وَنّ ولد افيل بآطار الذي قتل بدم بارد بداية فبراير  2012 
لا ئحة الجرائم  طويلة  وبشاعتها لا نظير لها( قتل الأطفال  والتمثيل  بالضحايا والتسبب  لهم في الإعاقات....)
ناهيك عن حوادث السطو المسلح المنظمة على البنوك التي لم يعرفها بلدنا من قبل 
-  السطو على فرع BMCI بتفرغ زنينة  بداية ابريل 2017
-السطو على فرع التجاري بنك الرابع والعشرين يونيو 2018 /سجلت العملية ضد مجهولين
- السطو على فرع بنك الإيداع وسط العاصمة سبتمبر 2018/سجلت العملية ضد مجهولين
 

                                        ***
 
يضرب في حديد بارد الآن من يتهم سلطات البلد بالتقصير  في مهامها الأمنية وفي نجاعة خططها للتصدي للجريمة فقد رأينا رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني  ينزل  بنفسه  للميدان محاطا بكبار معاونيه من وزراء وقادة أمنيين لرفع معنويات وجاهزية قواتنا الأمنية التي تبلي أحسن البلاء  هذه الأيام في حملات استباقية وقائية  تخوضها ضد الشبكات الإجرامية ومظان الجريمة  ،وللوقوف على ما  يقام به في ولايات العاصمة من جهود لبسط الطمأنينة والسكينة،  كما رأينا تدشينه مشاريع أمنية رقابية كبيرة سيكون لها طيب الأثر  في قادم أيامنا.
  الجميع أيضا تابع تنقل وزير الداخلية لعاصمتنا الاقتصادية بعد الجريمة  التي حدثت بها قبل أيام، واجتماعه بالسلطات الأمنية وحثها على ضبط الأمن والتنسيق  بين كل القطاعات المشتغلة فيه، هذا فضلا  عن سرعة وضع اليد على المتهمين في هذه الجرائم فأي تقصير يمكن  اتهام الدولة به ؟!  .

الأمن  الحقيقي نتاج توليفة معقدة  بعض عناصرها متعلق  بكفاءة  الأجهزة الأمنية والقضائية وبعضها ينتج  عن الإصلاحات الاجتماعية والتعليمية الكبرى وبعضها يخصنا نحن في سلوكنا ....
 قد يتطلب بعضها خططا واستراتيجيات فيأخذ  وقتا   ويجب أن يواكب بعضها بذكاء صيرورة الزمن وحركة الناس اليومية
 . حالم حد الغباء من يظن أنه بالمُستطاع  أن نستيقظ في مدينة لا جرائم بها ،مدينة آمنة مائة بالمائة.
لا توجد  عصا سحرية تمكن من ذلك
فلنجتهد وليتحمل الجميع مسؤولياتهم فالأمن للجميع
علينا أن نبعد الأمر عن أجنداتنا الخاصة وسجالاتنا السياسية فهو متعلق بأرواح زكية كريمة وآلام ودموع  من الظلم والحيف وقساوة القلب وموت الضمير دفعها ثمنا  لتسجيل نقاط ونجاحات سياسية لا وجود لها إلا في أذهان أصحابها.
..

تصفح أيضا...