يشهد غرب القارة الإفريقية تحولا ديمقراطيا ملحوظا، وشيئا فشيئا يتوارى أصحاب القبعات والنياشين، والباحثين عن المكوث الأبدي في السلطة، عن المشهد السياسي، أمام إرادة وخيارات الشعوب التي بدأت تنتفض، رافضة الخنوع.
ليبيريا التي عاشت على وقع حرب أهلية دامت قرابة عقد ونصف، كلفتها خسائر بشرية قدرت بربع مليون شخص، انتخب ما تبقى من شعبها على أديم أرضها في العام 2005 إيلين جونسون سيرليف، كأول سيدة تنتخب رئيس دولة في إفريقيا، فقادت البلاد إلى السلام، وكافأها شعبها بأن انتخبها مجددا عام 2011 لمأمورية ثانية، وفي 10 اكتوبر 2017، نظمت البلاد أول انتخابات دون مساعدة من الأمم المتحدة، وتوجه الناخبون لصناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد، خلفا لجونسون التي لا يسمح لها الدستور إلا بمأموريتين.
وفي الانتخابات الليبيرية الأخيرة، كان يرأس بعثة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الرئيس الغاني السابق جون ادراماني ماهاما، الذي تولى رئاسة بلاده في 24 يوليو 2012 بالوكالة إثر وفاة الرئيس الأسبق جون أتا ميلز، وفي العام 2016 شارك في الانتخابات وفاز عليه المترشح المعارض نانا ٱكوفو ٱدو، فاعترف بنتائج الانتخابات وغادر.
في غامبيا انتخب الشعب الغامبي مرشح المعارضة ٱدما بارو، كأول رئيس منتخب، حيث كانت الانقلابات وسيلة الحكم الوحيدة، وكان العسكريون هم من يسودون ويحكمون.
وفي مارس 2016 انتخب البنينيون "ملك القطن" رجل الأعمال اباتريس تالون، أمام ليونيل زينسو منتهي الولاية، وصرح تالون بأنه لن يحكم إلا مرة واحدة، ويفسح الباب أمام غيره.
وفي بوركينافاسو انتخب البوركينيون في العام 2015 المرشح المعارض روك مارك اكريستيان كابوريا رئيسا للبلاد، بعد أن أسقطوا عبر احتجاجات سلمية ابليز كومباوري حينما هم بتغيير الدستور قصد البقاء في السلطة لفترة أطول.
المصدر : صفحة Mahfoud Saleck صحفي مهتم بالشأن الإفريقي