مقترح حول أزمة اتحاد الكتاب والأدباء / محمد ولد افو

أحد, 06/06/2021 - 17:28

قبل عامين، وعند قدومي للبلاد تحدثت كثيرا لبعض الخلص من أصدقائي أنني أنوي إثارة موضوع الاتحاد للرأي العام.
كان هذا قبل انفجار الأزمة التي تعصف به الآن.
كانت ملاحظتي بسيطة للغاية، وتتركز في مآل هذه المنظمة بعد عقود من إنشائها.
منظمة بدأت بجيل من أمثال الخليل النحوي وناجي محمد لمام وأحمدو ولد عبد القادر وكابر هاشم..
بدأت كبيرة وبالغة ومستوية على عودها وأشدها.
فتعاورتها فوضى المآلات حتى رضخ السمو للواقع وآلت بنا دوائر النكسة الثقافية إلى عرصات التسكع بين المكترين الذمم والمبتذلين الفكر والثقافة بين " تيفلواتن" بوسوير.

قمة الخزي أن توضع بين خيارين أحدهما أعمى والأخر أعور، وكأن رحم الأمة عاقر لم تلد فحلا في بلد الفحول هذا.

تحدث بعض المثقفين بأدب جم وأبوية دافئة عن " الحياد" في صراع التقسيم والفصل هذا.
وحين يعبر الآباء عن الحياد فاعلم أن الثقافة آلت إلى" وضع " يفر العاشق فيه من ربع عزته ودار عبلته.

لو فهم المشارقة معنى " ذي دار بعيربات،،، خلات من الحيات" لكان هذا كافيا لتدريس قصائد عبد الرحمن الأبنودي في مدارس " الأدب "المغاربي.

يحشد ولد حظانا الدعم بإلقام الأدب حجرا من فساد طال كل شيء.
وينافسه أحمد ولد الوالد الذي تشارك معه كل صاغته المعاجم من مشتقات  " قط وفيط".
وبين هذا وذاك جيش من المنتسبين المجندين إجباريا لتحقيق امجاد القبائل والجهات، يتسولون من المتنافسين  اثمان كل شيء حتى الرصيد. 
أما نحن معاشر المتطفلين على الأدب والكتابة فحظنا بين ظفرين كحظ القملة.
كأننا نؤذن ولا نصلي مثل الديك.
إما أن نمارس الحياد ترحما على الفكر والثقافة أو نأخذ موقعنا بين طلعة وگاف أو ندخل سوق الذمم ونحفر بئرا كمنقبين   .

الفكر رافعة الأمم، والثقافة تاجها المرصع بالقيم والفضائل والمثل العليا.
و في بلد آب ولد خطور وولد اتلاميد والمختار ولد بونا وولد محمدي وباب الشيخ سيديا،  يصر أحد المثقفين والأدباء على أخذ 200000 أوقية ويتذلل تحت وطأة الحاجة.
بينما تصر الأوسمة والشهادات والدراسات على حرمانه من ذلك لأن "النصاب قد تم" .
في الجانب الآخر قصص مشابهة عن الخصوم، ترد في وقائعها عبارات من قبيل ( كراي الدار، الفكتيرة، مول البتيك، اورديناص).. إلى أخخخ

اتوجه بنداء جاد للجهات الوصية ولأصحاب القرار وللنخب المستنيرة..
إلى تبني خيار أكثر حرية من "حظانا - الوالد ".
وذلك بإنشاء اتحادين منفصلين أحدهما للكتاب والمثقفين والأدباء.
والآخر للأدب الشعبي.
ورفع اليد عن هذا الكائن الذي تبذل جهدها في محاولة إصلاحه بمن افسدوه.

ولتتركه هو وقوانينه ومقره ومجالسه يأتمرون ويتآمرون على مهل دون تدخل ولا تعجل ( إذا ضرب الفخار الفخار ربحت الريح الغبار) .

فالدولة إما أن تتدخل في الصراع وهذا تركيع للدولة وغمس لوجهها في حمأة من طين آسن.
أو تتركه على " حل شعره" فتترك الثقافة في ذات الوحل .

لذلك عليها أن تشرق من خارج هذا النفق المظلم لتتبنى خيارا تابعا للدولة لا مجرد وصية عليه..
لتنفق أموال الشعب على شيء غير الرشاوى والأماسي والفعاليات المنفوخة.

" وبلا اتحاد بلا بطيخ "

محمد افو

تصفح أيضا...