تغريبة الطفولة
( هذا هو العنوان الذي عنون به ولد سيدي عبد الله نصه )
حَرِّكْ بَنَانَكَ واشهدْ أيها البطل == أن الضحايا لغير الله ما ابتهلوا
حرك بنانك واكتب في الدجى قصصا == عن ليل غزة، عن أنات من رحلوا
واسكب دماءك في جفن العدو قذىً == فالموت دربٌ ويبقى النصر والجذل
يا قائم الليل تحت النار مضجعه == هل ليل غزة بالأشلاء يكتحل؟
وهل تركتَ بذاك السجن متسعا == للشعر تكتبه الأفراح والقُبَلُ؟
كنا إذا حلقت في الافق جارحة == تنهال من حبرنا النيران والجمل
واليوم في جنبنا أخت تغافلنا == تسقي دمانا لمن بالموت يحتفل
يا غزة النصر مَن ينسى فظاعتها == تلك الطفولة في الساحات تنجدل
تبكي وتصرخ : يا بابا هنا كَفَنِي == فاحْكٍ الحقيقة واسجد حيثما قتلوا
وامسح دموعك ما زالت هناك يدٌ == فوق الزناد بإذن الله تحتمل
بابا .. وتخترقُ النيرانُ جبهته == والموت يزحف لا سهل ولا جبل
ولا كريمٌ من الأعراب ترشده == للثأر مرثية ضلت بها السبل
حتى المعابر خرسى لا تحركها == أشلاء غزة .. يا سحقا لمن بخلوا
مَدّ البسيطة بحر الدم يجرفنا == والعرب تسكر في حاناتها المُثُلُ
كل القبائل قد باعت حلائلها == خوفا، فلا ندم يرجى ولا خجل
واستنفرت من جيوش الوهم أحصنة ==عرجاء يسحقها التسويف والجدل
ما استجلبوا فرحاً، بل أغلقوا رفحاً == وحركوا شجناً في القلب يعتمل
يا غزة النصر عفوا حين أذكرها == تلك المساجد تحت القصف تشتعل
وأنتِ صامدة والأهل قد سجدوا == بين الحطام على هاماتهم زُحَلُ
هناك أدرك أن النصر في يدنا == وأنهم شلة بالذل قد ثملوا
ش. م . س . ع . الله