علينا أن نؤكد أن الملفات التي واجهتها بلادنا في هذا العام ، كانت ملفات عالقة و عويصة ، تأثرت بجائحة كورونا الخطيرة التي ألقت بظلالها الكثيفة على العالم بأسره.
و كان التوفيق حليف بلادنا ، و ربما تم ذلك بعصا سحرية و بفضل حنكة و دهاء و حكمة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
و من أهم الخطوات التي قام بها فخامة الرئيس هو حلحلة الوضع السياسي للبلد ، حيث حصلت – لأول مرة – تهدئة سياسية و مناخ طبيعي من التفاهم الوطني بين كافة الفرقاء السياسيين مولاة و معارضة ، و هذا هو الرهان الحقيقي لأن أية تنمية حقيقية و جادة لا يمكن أن تتم إلا في ظل الأمن و الاستقرار و الهدوء ، و هذا ما نجح فيه فخامة الرئيس بشهادة الجميع .
و رغم وطأة جائحة كورونا (كوفيد 19) و تداعياتها الكبيرة و الاستثنائية على الأوضاع الاقتصادية لدول العالم قاطبة سواء كانت متقدمة أو نامية ، فإن أزمتها في بلادنا أديرت بتوجيه وإشراف مباشر من فخامة رئيس الجمهورية ، الشيء الذي جعلها تمر بردا و سلاما على دولتنا وشعبنا ، فكنا من أقل دول العالم تأثرا بتداعياتها ، و لله الحمد .
و نحن حين نقول هذا فإننا سعداء بذلك لأننا حملة المشروع الحضاري لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني المتمثل في برنامج تعهداتي و ما يتصل به من ملحقات ومشاريع تغييرية هامة و نوعية .
ومن أهم المشروعات ، مثلا لا حصرا ، مشروع أولوياتي الموسع الذي رصدت له الدولة قرابة 240 مليار أوقية ، و هو رقم هائل ، و يتوقع أن يوفر مناخا مؤاتيا للإقلاع الاقتصادي و الاجتماعي من خلال ضخ حزمة هائلة و متنوعة من المشاريع الصغيرة و المتوسطة التي ستعمل مع الوقت على زيادة التشغيل و تعزيز وتيرة النمو الاقتصادي الوطني ليكون موجها لتحسين الأوضاع المعيشية لغالبية المواطنين و خصوصا في المناطق الداخلية الأكثر هشاشة وعزلة .
إن هذا المشروع الكبير لهو أكبر دليل على جدية فخامة الرئيس الذي لم يكتفى فقط برصد الموارد و المقدرات ، بل إنه وضع بين أيدينا ما يمكن أن يشكل لبنة للإصلاح المنشود و التغيير الجاد الحقيقي و الحكامة الرشيدة و الخطط الفعالة .
و لذلك فإننا حملة هذا المشروع الحضاري علينا أن نتجاوز الخلافات البينية و العقيمة التي لا تقدم و لا تؤخر ، و يجب أن يكون تركيزنا على الهدف المشترك بيننا جميعا ، سواء كنا في القطاع العام أو الخاص ، ونفكر – فقط- في الكيفية التي يمكن أن يطبق بها هذا المشروع بالصورة الصحيحة و المثلى ،و ها هي التجربة تثبت أن ما تم تطبيقه من البرنامج المذكور يؤكد فعاليته في تحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للمواطنين و جعلها أفضل من ذي قبل .
و مما يعتبر نقطة قوة في برنامج فخامة رئيس الجمهورية أنه برنامج شمولي يجد فيه الجميع ذواتهم ، من فئات فقيرة ،و عمال و موظفون و طبقة متوسطة و أصحاب مبادرات و مشاريع و حاضنات أعمال ..الخ ، الكل يرى في المشروع طوق نجاة من سوء الأوضاع في مختلف المجالات ..وهو مشروع إنقاذ للبلاد و العباد.
هل نتحدث هنا عن التأمين الصحي للجميع ، و تحسين أوضاع معاشات المتقاعدين ، و أبناء الوطن الذين كانوا مهجرين ، و طريقة تنفيذ المشروعات العمومية بصورة شفافة و نزيهة متوافقة مع المعايير الدولية المرعية . و كل هذا تم في فترة وجيزة زمنيا .و في الوقت الذي أوقف فيه العالم برامج و مخططات التنمية بسبب كورونا ، فإن بلادنا تكيفت مع الوضعية و بدأت حربها على الوباء باتخاذ الإجراءات اللازمة و في نفس الوقت لم تتوقف التنمية بل إنها تسير بثقة و جدارة و هذا سر من أسرار نجاح فخامة رئيس الجمهورية . و كذلك لا بد أن نذكر بالاهتمام غير المسبوق بالفئات الهشة التي لا أحد لها و كانت مهملة تماما ، أما الآن فإنها تجد الاهتمام و الرعاية و العطف و تأتيها البرامج التدخلية للوقوف معها و مؤازرتها و دعمها ماديا و معنويا.
و قبل أن نختم هذا السرد ، من المناسب التذكير بأزمة عمال شركة سنيم الذين ساروا على الاقدام من مقر الشركة إلى انواكشوط تذكيرا بمشاكلهم و أزماتهم ، ولم يجدوا من يلتفت إليهم أو يسهم في إيجاد حل لوضعيتهم . أما الآن فإن الحلول تأتيهم وهم يزاولون عملهم و المزايا تحاصرهم و زيادة الرواتب تعمهم بكل تقدير و احترام ، و الأرباح التي كانوا يسمعون عنها باتت تعود عليهم قسمة عادلة في حوافز و أعطيات مستحقة مع التبجيل و الإكبار.
و في كلمة واحدة .. فإن موريتانيا الآن تولد من جديد و تسير بخطوات واثقة ومضمونة إن شاء الله إلى الأمام و إلى الأفضل ..موارد يتم توجيهها إلى ما فيه مصلحة الوطن و المواطن .. سياسة عمومية توجهها العقلنة و الرشد و الفعالية ..قيادة كارزمية ع ومتبصرة.. و حملة مشروع مؤمنون به و مقتنعون بجدواه و لا عزاء للمثبطين ومن يلعنون الظلام!