بعد أن طالب النظام الموريتاني برأسه لسنوات طوال، وتسبب في تأزيم العلاقات بين الرباط ونواكشوط، قالت مصادر دبلوماسية موريتانية إن المملكة المغربية أبلغت رجل الأعمال المقيم في مراكش، محمد ولد بوعماتو، المعارض للرئيس الموريتاني، بـ"أنه شخص غير مرغوب فيه".
وأكدت منابر إعلامية دولية وموريتانية، اليوم السبت، أن المغرب أبلغ السلطات الموريتانية بأن المليونير ولد بو عماتو، لم يعد موجودا في المغرب منذ فترة، وذلك بعد سنوات من اختياره لمدينة مراكش كمنفى اختياري بعد خلافه مع محمد ولد عبد العزيز.
وسبق لحكومة موريتانيا أن ربطت في مناسبات عدة استمرار تأزم العلاقات المغربية الموريتانية بسبب "إيواء المغرب لاثنين من أكبر المعارضين الموريتانيين للرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ هما محمد ولد بوعماتو والمصطفى الإمام الشافعي"، واعتبرت أنهما يقومان بأنشطة سياسية وإعلامية "تجلب ضررا كبيرا للعلاقات بين البلدين".
وكان القضاء الموريتاني أصدر في فاتح شتنبر الماضي مذكرة اعتقال دولية في حق المعارض الموريتاني، وفي حق مدير أعماله محمد ولد الدباغ، وذلك بتهمة "تقديم رشاوى لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني، إضافة إلى نقابيين وإعلاميين موريتانيين".
وأوردت وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة للأخبار أن "الخطوة المغربية من شأنها أن تؤدي إلى حلحلة الأزمة بين البلدين؛ على أن يبدأ ذلك بموافقة موريتانيا على السفير المغربي الجديد - المعين حديثا - في نواكشوط حميد شبار".
في المقابل، نفى مصدر من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن يكون قرار ترحيل المعارض محمد ولد بوعماتو له علاقة بالفتور الذي تعرفه العلاقات المغربية الموريتانية بين الفينة والأخرى.
المصدر ذاته أكد لجريدة هسبريس أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لا تحكمها سياسية "عطيني نعطيك" أو تخضع للابتزاز، ولفت إلى أن تأخر موريتانيا في تعيين سفيرها بالرباط ليس بالضرورة له علاقة بهذا الملف.
يشار إلى أن وسائل إعلام موريتانية نقلت الشهر الماضي أن "النظام الحاكم رفض تعيين السفير المغربي حميد شبار، الذي عينه الملك محمد السادس في يونيو الماضي سفيرا لدى نواكشوط"، غير أن مصدر من الخارجية المغربية أكد حينها لهسبريس أن "قرار رفض تعيين سفير دولة أجنبية لدى الدولة المستضيفة يعتبر مستبعدا جدا في الممارسة الدبلوماسية والعلاقات الدولية"، مستبعدا القرار الموريتاني، خاصة في ظل عدم صدور أي قرار رسمي من الجانبين، وأشار إلى أنه في حالة نشوب توتر بين دولتين "هناك تدابير متعددة، منها التحفظ، ولا تصل إلى درجة رفض تعيين سفير بعينه".
ويرى مراقبون أن استقبال موريتانيا لقيادات جبهة البوليساريو الانفصالية في أكثر من مناسبة، وموقفها "المحايد" من نزاع الصحراء رغم أنها بمثابة عضو ملاحظ في المفاوضات التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة، بمثابة دعم لخصوم الوحدة الترابية، ما يجعل العلاقات بين البلدين غير مستقرة ومتذبذبة.