ولد محم: إدريس ديبي كان شهيد طريقته والخوف على أمن الساحل صار أكبر بعد رحيله

أربعاء, 21/04/2021 - 13:38

الرئيس إدريس دبي قاد تمردا وحرب عصابات ليصل إلى السلطة بانجامينا بنفس طريقة المتمردين على نظامه اليوم، ويمكن القول بأن الطريقة التي أوصلته للسلطة منذ ثلاثين عاما هي نفسها التي قتلته بالأمس، فهو بذلك شهيد طريقته.
والرئيس دبي ديكتاتور متشبث بالسلطة لعقود ثلاثة، ولم يكن لديه نية للخروج منها، وهو شرطي فرنسا الأول بمنطقة الساحل، وفرنسا هي التي كانت وراء بقائه كل هذه الفترة كما صرح مرات بذلك.
الرئيس دبي أقام علاقات مع الكيان الصهيوني، وما تزال دوافعه في ذلك موضع تساؤل كبير.
والرئيس دبي لم يكن يوما ديموقراطيا ولم يسع قيد أنملة لأن يوصف بذلك، بل كان دوما مزهوا بالماريشالية العسكرية وبطريقة استعراضية شبيهة بطريقة وأسلوب الراحل بوكاسا.
ومع ذلك فقد عرف باندفاعه الشديد في تأمين المنطقة من خطر الإرهاب والجماعات المتطرفة، ودفع في ذلك أثمانًا غالية حد التضحية بابنه في الحرب ضد هذه الجماعات على جبال الإيفوغاس بشمال مالي.
لكن قتلةَ الرئيس دبي والمتمردين القادمين من ليببا لا يحملون بدورهم مشروعا ديموقراطيا ولا أمنيًا لاتشاد والمنطقة، ولا يعلنون عن خطة تنموية، بل يجسدون صراعا قبليا بين الزغاوة والتبو، وإفرازا من إفرازات الحرب الليبية لزِم تصديره ولو إلى حين بعد التسويات الأخيرة بين أمراء الحرب بليبيا الذين كان زعيم المتمردين أحدهم.
لذلك فإن القلق على الديموقراطية باتشاد لا زال كبيرا، والخوف على أمن منطقة الساحل يظل أكبر.

تصفح أيضا...