تسمي بعض الجامعات كليات تابعة لها بكليات العلوم القانونية والسياسية؛ وتجري بعض الجامعات تحريفات على هذا الاسم، فيضيفون كلمة الدولي إلى القانون، أو يجعلون السياسية وصفا للعلوم.
يبدو أن بعض المحامين -ممن لم يتخرجوا من هذه الجامعات- اعتبروا ازدواجية الأسماء التي تختارها بعض الجامعات، رخصا تخول لهم تحويل القانون إلى سياسة عند الحاجة، وحقن السياسة بالقانون للضرورة!
مهنة المحاماة مهنة شريفة، لما يرتبط بها من إفصاح عن ما يتيحه المشرع من حقوق الناس، ولما يسعى إليه ممتهنوها من حماية النفوس البشرية التي كرمها الله؛ لكن هذه المهنة عندما تساق إلى عالم السياسة؛ فإنها بذلك تكون قد جانفت المسار التي أوجد من أجلها، وسلكت دروب الهواة والمؤولين.
البلدان التي تمتلك شعوبا محترمة أقوى من أن تتهددها تصريحات أي كان، والمحامي الذي يحترم مهنته لا يتحدث بمثل هذه الأساليب الإعلامية المكشوفة، ولا يحاول أن يخيل إلى الناس أن وطنا في ذمة تصريح!