16 مارس بأقلام المدونين

ثلاثاء, 16/03/2021 - 14:15

كتب د الشيخ سيدي عبد الله

في ذكرى محاولة انقلاب 16 مارس 1981 أعيد نشر نص الرسالة التي بعث بها المقدم كادير رحمه الله الى الرئيس محمد محمود ولد احمد لولي قبل المحاولة ... والرسالة تعبر عن استياء كادير من الهجمة الاعلامية التي استهدفته عشية مغادرته الوطن وتخليه عن منصبه والعمل على تنفيذ المحاولة الانقلابية المذكورة .
==========================

داكار – 25 يونيو 1979

من المقدم محمد ولد اباه ولد عبد القادر (كادير) 

الى 
السيد رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني رئيس الدولة محمد محمود ولد أحمد لولي

السيد الرئيس 

لقد استمعت باستياء بالغ إلى بيان اللجنة العسكرية للخلاص الوطني بشأن استقالتي من الهيئتين الساميتين في البلد، اللجنة العسكرية والحكومة، واعترف لكم أنني متفاجئ، بل ومتقزز من أن يتم تشويه صورة الدولة التي تجسدونها بردود أفعال وتصرفات لا تعبر عن نضج نظام يعتبر نفسه وطنيا، وأخشى أن تشكل الحملة التي أتعرض لها شخصيا وصمة عار في جبينكم .

السيد الرئيس:

إن مواطنينا ناضجون، محترمون ومميزون وقواتنا المسلحة التي ولدت من رحم الآلام تعرف جيدا من هم قادتها الحقيقيون. 
ان المحنة التي يعاني منها بلدنا منذ عدة سنوات قد اعطت الفرصة للجميع كي يقيّم شجاعة ووطنية كل منا.
واني – إذ أقول هذا – أترك الفرصة لمواطنينا اليقظين التواقين الى العدالة، لضباطنا الشرفاء وهم لا يزالون موجودين في صفوف قواتنا المسلحة، لضباط الصف وللجنود الشجعان والصادقين للحكم على الحملة غير اللائقة التي تستهدف الاساءة إليّ لأسباب لا تزال غامضة.
إن سخافة الاتهامات الموجهة إليّ هو أمر واضح للعيان، ولا شك أن جل أعضاء اللجنة بمن فيهم انتم شخصيا – سيدي الرئيس- وضباط شرفاء آخرون غير راضين عنها.
ويمكنني أن أضيف في هذا المضمار – سيدي الرئيس- أنني قمت يوم 12 مايو الأخير بتقديم استقالتي من اللجنة العسكرية للخلاص الوطني لأسباب لا أرى ضرورة ذكرها الآن.
وفي هذا الإطار اسمحوا باللجوء الى شهادتكم وشهادة الرفاق الذين تعرفونهم للتأكيد على انني – بالفعل – قد قدمت استقالتي من اللجنة ومن الحكومة لأسباب شخصية وهذه الاسباب - التي لا شك انكم ومعكم كافة اعضاء اللجنة تستطيعون تخمينها – تتلخص في أن الرجل الذي ظلت مبادئه دائما تصب في خدمة بلده، سيكون من المستحيل عليه ان ينتسب إلى نظام يعمل بشكل ظاهر على التدمير.
إن قانون اللجنة العسكرية للخلاص الوطني ونظامها الداخلي يسمحان لأي عضو من أعضائها بالانسحاب منها بعد استكمال بعض الاجراءات التي تدركون انني احترمتها، بينما تتحملون مسؤولية خرقها.
إنني اعلم ان اللجنة الدائمة لا تستطيع نشر هذه الحقائق للشعب، لكن مهما يكن من أمر فإنني سأعود الى وطني لتنتصر الحقيقة، لأنني أثق في قواتنا المسلحة الوطنية وفي عدالة الشعب الموريتاني.
وأنا على يقين من أن الضباط الشرفاء من جيشنا الوطني العظيم ومن أبطال شعبنا أكثر عددا من اولئك الذين يعملون على نسف الإرث المشرق لفقيدنا العظيم المرحوم أحمد ولد بوسيف.
واعترف أنني عاجز كل العجز عن خيانة ذكراه، وإن كنت بهذا الموقف قد ارتكبت جريمة فإنني قد اخترت أن أتحمل عواقبها.

والسلام عليكم .

المصدر : وثيقة ( كُتيب) أصدرته عائلة المرحوم كادير بمناسبة خمسينية الاستقلال الوطني..

وكتب محمد ناجي ولد أحمدو

بمناسبة ذكرى 16 من مارس
ترك وصية لزوجته تعبر عن نبل هدفه وهذه ترجمة لوصيته لزوجته مان منت أحبيب
زوجتي العزيزة: سأغادر هذا العالم دون أن أتمكن من رؤيتكم، ولا من رؤية الأولاد، كوني شجاعة كما كنت دائما، و أعتني بتربية الأطفال.

و احترمي ذكراي، لا تتزوجي الا رجلا من مستواك، يعطف على الأولاد كما كنت أفعل. وحدثيهم عن اخلاقي التي كنت أتحلى بها: الشرف، والوضوح، والوفاء، وما إلى ذلك،

... ولست نادما أبدا على مفارقة الحياة إذا كان ذلك مجديا لموريتانيا.

تحياتي لأعمر، وعائشة، ولحبيب، وكل الأهل،

إذا تمكنتم من الحصول على جثتي فضعوها بالقرب ذوي في الميمون،

تشجعوا.

التوقيع: سالمكم

ملاحظة: ادفعي لمحمدن ما يستحقه علي

تعليق:
محمدن المعني هو محمدن ولد فال تاجر من إدميجن (تندغه)؛ وكان يتعامل معه المرحوم أحمد سالم، وكان البعض يظن أنه يحتفظ بأموال لأحمد سالم، نتيجة وثوق علاقتهما، وهو ما تنفيه الرسالة..
وقد غضب محمدن أشد الغضب لما أحضرت أسرة المرحوم المبلغ الزهيد..

كتب محمد سالم ولد أعمر
كوماندوز 16 مارس ... ذكرى من حقائب الأيام

عندما أذاعت راديو فرنسا الدولية في نشرتها السادسة صباحا نبأ إعدام قادة كوماندوز 16 مارس 1981 كان معتقل إدارة الإطفاء مكتظا بالسجناء السياسيين، وغالبيتهم من أنصار الرئيس السابق المختار ولد داداه، أو من أقارب قادة الانقلابيي
 وكان من بين هؤلاء أمير الترارزة، احبيب ولد أحمد سالم الذي كان يومها في وضع صحي غير جيد، بعد عملية جراحية اجريت له في القلب، ولم يشأ المعتقلون أن يخبروا الأمير بإعدام من هو منه بمكانة الابن، الضابط أحمد سالم ولد سيدي، مخافة أن يتأثر صحيا، لكن الخبر السيئ لم يطل انتظاره، فقد تلقى الأمير بعد ذلك نبأ الفاجعة، وتعامل معه بصبر محير، وتسليم نبيل.

لقد كان أمام ولد هيدالة خيارات متعددة، للتعامل مع الضباط المذكورين، بعد أن فل شوكتهم، وأصبحوا في قضبة الأمن، لكنه اختار أقسى الخيارات، وأصر عليه، وهو خيار الإعدام، مع أن التقاليد القديمة تحرم قتل "اصفر دم" لم يعد له حول ولا قوة.

وبعدمغادرة هؤلاء للحياة، وإخفاء قبورهم طيلة أربعة عقود، بقى  عشرات آخرون من المعتقلين السياسيين رهن الاعتقال، التعسفي وفي ظروف بالغة القساوة، إلى حين زيارة أداها فرانسوا ميتراه إلى دول متعددة في إفريقيا، واشترط للزيارة عدم وجود معتقلين سياسيين، فأفرج عن عدد من الموقوفين،

من النبيل بمكان أن القادة الثلاثة محمد ولد اب ولد عبد القادر وأحمد سالم ولد سيدي وانيانك سك، واجهوا الموت بكثير من الشجاعة، والرهبة، ويذكر نجل كادير في مقابلة له مع الزميل عبد المجيد إبراهيم إن العقيد محمد ولد أكحل، زار المعتقلين في سجن اجريدة، فوجد كادير يقرأ جريدة، وأحمد سالم يحلق شعره، فقال لقائد المنطقة سيدي محمد ولد الفايدة، " لم نرسل هؤلاء للسياحة".
ولقد عامل ولد الفايدة المعتقلين الثلاثة قبل إعدامهم بشيئ من الاحتفاء والإكرام، مخالفا بذلك أوامر قادته، وخالف الأوامر أيضا بعد قتلهم عندما دعا أحد الأئمة للإشراف على تغسليهم وتكفينهم ودفنهم، مع أن الأوامر العسكرية، كانت تنص على على دفنهم في خندق وتسويته عليهم.
وبعد الدفن أيضا استدعى ولد الفايدة، بعض جنوده وسلمهم مصاحف لختم القرآن على أرواح المعنيين.

من النبيل بمكان أن القادة الثلاثة محمد ولد اب ولد عبد القادر وأحمد سالم ولد سيدي وانيانك سك، واجهوا الموت بكثير من الشجاعة، والرهبة، ويذكر نجل كادير في مقابة له مع الزميل عبد المجيد إبراهيم إن العقيد محمد ولد أكحل، زار المعتقلين في سجن اجريدة، فوجد كادير يقرأ جريدة، وأحمد سالم يحلق شعره، فقال لقائد المنطقة سيدي محمد ولد الفايدة، " لم نرسل هؤلاء للسياحة".ف

وعند إعدامهم، رفع أحمد سالم أصبعه السبابة للشهادة، ولم يخفضها إلا حينما طلب منه القتلة أن يخفضها لأن الجنود رفضوا إطلاق النار عليه وهو في تلك الوضعية، صدر حكم الإعدام بإرادة المقدم محمد خونه ولد هيدالة، الذي رفض العفو عنهم، وينسب الدكتور سيد أعمر ولد شيخنا إلى زوجة القاضي العسكري الذي أصدر الحكم القول بأنه بات ليلته باكيا مهموما بسبب الحكم الذي أصدره، وأنها لجأت إلى أحد الفقهاء ليخفف عنه، فأفتاه بأن من قتلته الشريعة فلا أحياه الله،

وعلى الضفة الأخرى كان للشيخ بداه ولد البوصيري موقف آخر، فقد رفض التوقيع على حكم قتل المعنيين، وقال للرئيس هيدالة مشافهة أنتم العسكريون أشبه بكلاب الفلاة "اكلاب لخلى" إذا تجاوز أحدهم أذن الآخر أكلوه، وعند الجمعة الموالية، هز الشيخ بداه أعواد منبره تأبينا للراحيلن وقرع المسامع بقول ليلى بنت طريف
 أيا شجر الخابور مالم مورقا  
كأنك لم تجزع على ابن طريف...

في حقائب الذكرى وسجلات الراحلين نتف، متعددة عن تلك المحاولة الانقلابية، ولا شك أن مصير قادتها كان متوقعا جدا، فشأن الانقلابيين قول أبي فراس الحمداني: 
ونحن أناس لا توسط عندنا  
لنا الصدر دون العالمين أو القبر

وبيت الانقلابي في لكزانة، قريب من بيت يزيد بن المهلب عندما قيل له لم لا تبني بيتا قال بيتي قصر الأمير أو السجن...

وقد كان ذلك الإعدام فاتحة عهد سيئ من العسف والمضايقات السياسية للنشطاء والحركات والأفراد، وانتعشت سوق النميمة السياسية، وراجت تجارة ما يعرف بتقارير BR.
وشاع التجريم بالقرابة والجهة والنسب، وانطلق المخبرون يجوسون خلال الديار، إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحا، ولزم الناس الصمت، فأذن السلطان طويلة، حتى قيل إن مخبرا اعتاد أن يزور والدة أحد المعتقلين، فكانت كلما رأته طلعته البهية، أدارت حبات سبحتها، ورفعت الصوت بذكر الله، وذات مرة ودعته وهو يهم بالخروج قائلة " كول لهم عنا قلنا لا إله إلا الله"
وقد كان أغلب الناس على وضعية الصامت خصوصا في نواكشوط، وما جاورها من مدن وقرى، ولسان حالهم يقول "ما مرفود من إلاه يكون الهيلالة

وقيل مرة إن مخبرا معروفا بسرعة التلحاك، جاء إلى أقاربه في نهاية يوم رمضاني شديد الحر، فلما أفطر قال " هذا النهار الا بعدني ما لحكتو" فهمس أحد الحضور قائلا" كاتبهالو مولانا"

وساعد في الأمر أن الرئيس ولد هيدالة، كان من النوع الذي "ما يكذب كراظو"، وتتالت عليه التقارير من كل حدب صوب، وكل جهة أمنية أو سياسية في النظام تبلغه بأن الجهة الموالية تستعد للانقلاب عليه، حتى عزف عن قراءة التقارير، فقد تكاثرت ظباؤها على خداشه، قبل أن تقرر فرنسا في النهاية عزله عن السلطة، ومنحها للعقيد الهادئ والحيي خفيض الصوت، معاوية ولد الطايع، الذي فتح هو الآخر صفحة أخرى من صفحات التيه السياسي في هذه البلاد، وانتهى به الأمر مجرد ملف ضامر في حقائب الأيام
ولله الأمر من قبل ومن بعد
كتب الشيخ مزيد:
إن الحاجة المستمرة للقول أن محاولة انقلاب 16 مارس كانت غدرا وخيانة للدولة الوطنية وتمت بأيدي مغربية ضد موريتانيا: التجهيز، التدريب، التسليح، ينبئ عن خلل، فهذه الحقيقة البسيطة يتم تعقديها أكثر من اللازم. 
صحيح أنه يمكننا أن نمجد جانب المغامرة من القصة لكن أن نصنفها بطولة، أو نجلعها عملا وطنيا، فمسخرة، ورغم بشاعتها لم تخلو صورة السحابة الناتجة عن إسقاط القنبلة نووية على ناجازاكي والتي وصل طولها 18 كلم من شيء من الدهشة والإثارة، لكن يظل إسقاطها عمل غير أخلاقي وجريمة ضد البشرية.
لا أدافع هنا عن موريتانيا ضد عدوان خارجي، فطالما لم يصبني الأذى شخصيا لا يهمني أن تجتاح موريتانيا من طرف المغاربة أو البلوروسيين، لكن هناك مواقف المجاملة فيها عمل قذر.
صحيح أن الدافع القبلي والجهوي يغذي هذه الشائعات التي تتمثل في رواية جديدة ل انقلاب 16 مارس الخبيث، لكن قدرة هذه الشائعات على التحول لحقيقة مع الوقت كما يحدث في كل ذكرى أمر مخيف!
كتب  الأستاذ عبد الله اللوه
اليوم تمر أربعون سنة على محاولة ١٦ مارس ١٩٨١ الإنقلابية التي عايشتها وانا في العاشرة من عمري
صباح ذلك اليوم عادت جدتي رحمها الله الى المنزل في مقاطعة الميناء بعد أن كانت توجهت صباحا الى العيادة المجمعة لموعد مع الطبيب عثمان بن يالي رحمه الله . ذكرت أنها لم تتمكن من الوصول للعيادة ففي المدينة انقلاب عسكري. يومها لم تكن الصحف معروفة ولا توجد قنوات إخبارية ولا مواقع انترنت والصحافة الدولية لا يوجد لها مراسلون والشان الموريتاني أن ذكر فإنه يكون في الهامش وبلا تفاصيل . لهذا فمصادر الاخبار هي رجل الشارع والإعلام الرسمي ( الإذاعة وجريدة الشعب).
كانت الإذاعة تبث بثا متقطعا فهي تبث لساعة عند الصباح ثم تعاود البث عند ١٢ زوالا حتى الرابعة بعد الزوال ثم تعود للبث فترة ثالثة من السادسة مساء حتى منتصف الليل لهذا فنحن عند عودة الوالدة رحمها الله الى المنزل لم يكن أمامنا إلا رجل الشارع ولهذا ورد على المنزل عدد من الأشخاص " الموثوقين" الذين قدموا من وسط المدينة بأخبار طريفة استقوها من " اصنادره" وشهود عيان. من ذلك أن أحدهم حدث _ وانا استمع _ أن ثقة حدثه أنه شاهد المقدم محمد خون بن هيداله وقد اوثقه إلى الخلف بعض العسكريين ورموا به في مؤخرة سيارة اندروفير أو كينت ( الشك مني) وذهبوا به إلى وجهة غير معروفة. ترددت الأنباء عن غزو مغربي وعن احتمال عودة موريتانيا لحرب الصحراء بعد سقوط هيداله . كان بعض المقيمين عندنا _ ونحن مجتمع حديث عهد بالبادية لا صلة لنا بالمدرسة _ ننتظر أن يأتي إلى المنزل ابن عمنا الصحفي محمد محفوظ احمد ليزودنا بالخبر الصحيح عن ما يجري في " الدشرة" لكن الرجل لم يأت الا ليلا بعد أن تمت السيطرة على الوضع.
كنا ننتظر نشرة الواحدة زوالا من إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية وفي انتظار ذلك ظلت الاخبار العاجلة تترى من رجل الشارع يكذب بعضها بعضا وحدثني زوال ذلك اليوم أحد الأطفال يكيرني سنا أن الصنادرة الآن " يتفارغون " بينهم وسينقلبون على الشعب ليبيدوه .
جاءت نشرة الواحدة فتجنبت الشأن الوطني مما زاد من خبرتنا لم يطل الانتظار اخيرا بثت الإذاعة بيانا بالفرنسية ألقاه الوزير الأول سيد احمد بن ابنيجارة تمت ترجمته للعربية جاء فيه " أن شعبنا سينتصر" سمعت الكبار يقولون إنه تحدث عن انقلاب فاشل مدعوم من المغرب وان الرئيس بخير .
ترقبوا المزيد من الاخبار في وقت لاحق باذن الله
كتب احمد ولد الدوه معيدا ما كتبه قبل عامين
انقلاب16 مارس 1981 .. صور ومعلومات ووثائق نادرة

قبل ثمان وثلاثين عاما وبالتحديد الساعة الواحدة من فجر الاثنين  الموافق 16مارس 1981 وبينما الرئيس محمد خونا ولد هيداله يرقد قرير العين كان كوماندوز العقيد المتمرد محمد ولد عبد القادر (كادير) والمقدم احمد سالم ولد سيدي يواصل مسيرته قادما من داكار عبر مدينة الركيز  فمشارف مدينة انواكشوط ,و كان العد التنازلي قد بدأ لهجوم عسكري غير مسبوق، هو الاعنف من نوعه، يستهدف نظام انواكشوط، بعد ساعات فقط من إقلاع طائرة عسكرية من نوع" بيفالو" كندية الصنع" من مطار انواكشوط تقل الرئيس الموريتاني محمد خون ولد هيداله ووفده الذي يتكون من مدير الوكالة الموريتانية للأنباء الصحفي العالم ولد احمد خليفه ، وممثل "وكالة رويترز" في انواكشوط الصحفي ولد بابته ،والرائد الحرسي النيد ولد عبدالله وفرقة المسيقى العسكرية بقيادة ولد سو كو فارا.

 بالإضافة الى طاقمها الفني المتكون من الطيار العسكري المحترف هاماتي كيسى، والملازم البشير ولد الداه، والرقيب أعمر طالب ولد اميليد وكلهم من وحدة الطيران العسكري، بالإضافة الى 4 ضباط أجانب من جنسيات فرنسية وأمريكية كانوا مشغولين طوال الرحلة المتوجهة إلى منطقة" الشكات الحدودية " في اقصى الشمال الموريتاني بتصفح بعض الخرائط.. عند الساعة السابعة صباحا حطت الطائرة في مطارمدينة ازويرات المنجمية، وكان في استقبال الوفد الرئاسي قائد المنطقة العسكرية النقيب ابريكه ولد أمبارك الذي اصطحب معه الوفد الى منزله وسط المدينة، وبعد تناول فطور سريع هناك عاد الوفد الى الطائرة وأقلعت متوجهة الى مقاطعة بير امكرين الحدودية حيث حطت وتوجه الوفد الى منزل الحاكم وذالك عند الساعة التاسعة صباحا . وبينما كان قائد المنطقة العسكرية ابريكه ولد امبارك يقوم بدورية استطلاعية في المدينة التي تمثل وقتها أهم الثكنات العسكرية للجيش الموريتاني وبينما كان الوفد الرئاسي مستغرقا في شرب اللبن قدم لهم في او اني تقليدية" أقداح" وصل قائد المنطقة إليهم مسرعا واخبر الرئيس محمد خون بان رسالة عسكرية مشفرة وصلت لتوها تحمل نبا غير سار هو سيطرة "كوماندوز، عسكري على العاصمة انواكشوط ألقى الجميع أواني الشراب بعد ان اصيبوا بحالة هيستيرية واتجهوا مسرعين الى حيث توجد الطائرة وركبوا جميعهم وأقلعت الطائرة بشكل سريع لتأخذ ارتفاع 2000 قدم دفعة واحدة، وهو أمر غير عادي في الحالات الطبيعية، بدا جميع الركاب يتمتمون ويرددون ما تيسر من أدعية، ووصل الأمر إلى حد إخراج ما بجيوبهم من النقود ووضعه تحت أرجلهم كصدقات، كان الرئيس هادئا هدوءً مشوبا بالارتباك والحيرة والصدمة، كان صامتا لم يتنطق بكلمة واحدة وظل مشغولا بسبحته الخضراء القصيرة... استمر الطيران عدة ساعات قبل ان يطلب الطيار عبر جهاز الاتصال العاصمة المالية ثم النيجرية ،ردت عليه" باماكو" بسؤال يتعلق بطبيعة هذه الرحلة ليجيب بأنها رحلة مجهولة الأمر الذي جعله يفقد الاتصال بمسئولي الملاحة الجوية في مالي وعاد أدراجه لتحط الطائرة في مطار ازويرات من جديد وسط حشد كبير من السيارات العسكرية والمدافع الثقيلة ، نزل الوفد وتوجه مباشرة الى منزل قائد المنطقة العسكرية ابريك ولد امبارك ،ومباشرة بعد وصول الوفد دخل الرئيس وقائد المنطقة العسكرية في غرفة خاصة في المنزل وبدئوا منها الاتصالات بقيادة الأركان في انواكشوط، وكانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا، وعند تمام الساعة الثانية والنصف زوالا أشارت قيادة الأركان الى الوفد الرئاسي بدخول انواكشوط بعد السيطرة التامة على عناصر" الكوماندوز" وعند الساعة الرابعة وصل وفد الرئيس مطار انواكشوط وكان باستقباله قائد أركان الجيش معاوية ولد سيدي احمد ولد الطايع.

 

فشل انقلاب كاديروبدأت إجراءات محاكمته في ثكنة أجريده العسكرية مع رفاقه قبل اعدامه 10 أيام فقط من يوم المحاولة في 26 مارس 1981, وبقيت عدة أسئلة مطروحة أهمها لماذا خذلت الجبهة الداخلية المكونة حسب مصادرنا من العقيد معاوية ولد الطايع قائد الاركان وقتها و العقيد محمد سالم ولد لكحل قائد المنطقة العسكرية السادسة وفياه ولد المعيوف الدي كان مرشحا وفق خطة كادير ورفاقه لتراس المجلس العسكري لماذا خذل هؤلاء كوماندوز كادير بعد ان اتفقوا معهم على كل شيئ ؟ وبعد ان وفروا للكوماندوز مايحتاج من اسلحة ووضعوها تحت تصرف الشخص المكلف بالدعم اللوجستي في سينلوي تحت حماية السلطات السنغالية ؟ لماذا اصر كادير على القدوم في يوم 16 مارس الى انواكشوط بعد ان علم من مصادر موثوقة ان ولد هيداله سيسافرفي نفس اليوم؟ هل هناك علاقة للمخابرات الفرنسية بتوقيت الانقلاب والتنسيق بين الجبهة الداخلية والكوماندوز خاصة ان كادير تردد على باريس والتقى عقيلة ولد الطايع هناك وعدة شخصيات اخرى . خاصة ادا علمناان طائرة ولد هيداله كان على متنها ضباط فرنسيون اصطحبهم معه للوقوف على حقيقة مزاعم المغرب حول وجود جبهة البوليزاريو على الاراضي الموريتانية في منطقة الشكات شمال ازويرات. وفق زعم ولد هيدالة؟ ماهو الهدف الحقيقي من المهمة التي جعلت ولد هيداله يصطحب وفدا كبيرا ومتنوعا وعسكريين اجانب يحملون خرائط خاصة ويتوجه الى منطقة الشكات الحدودية وهي الوجهة التي عاد قبل الوصول اليها بعد علمه بالمحاولة الانقلابية وكان يحمل على متن طائرته كل مايحتاج الوفد لمدة عدة ايام من لحوم واغذية ومؤن؟ هل تتعلق المهمة بصميم تنفيذ بنود اتفاق الجزائر" الذي تراقبه المغرب وفرنسا وجزءا كبير من المؤسسة العسكرية الموريتانية عن كثب، ويعتبرون بعضها خطا احمر . خاصة ادا علمنا ان فرنسا هي التي سربت للمغرب بعض التفاصيل المهمة عن الاتفاق في الوقت المناسب وهو ماجعلها تحتل الاراضي التابعة لموريتانيا قبل تسليمها للجبهة، وبعد ان عجزت عن فرض الرجوع عن الاتفاق على موريتانيا حيث توفي الرجل القوي المناصر لمساعي المغرب العقيد ولد بسيف في ظروف غامضة، وبقيت الساحة للضباط الموالين للجبهة والجزائر . هل كانت مهمة الكوماندوز تتوقف عند افشال مهمة ولد هيداله في الشكات خاصة ان قادته عرفوا بتبني راي ولد بسيف في قضية الصحراء والمنسجم مع الرؤيا الفرنسية والمغربية، المخالف لطموحات محور الجزائر وليبيا والبوليزاريو؟ ام ان فرنسا باعت الكوماندوز لولد هيداله عن طريق الضابط الموالي لها معاوية ولد الطايع لتعزز ثقة ولد هيداله به ليتنقلب عليه لاحقا في انقلاب دبرته بشكل اكثر هدوءا، بعد أن هزت ثقته في الموالين له عن طريق عملية 16 مارس؟ لماذاتسرع ولد هيدله في اعدام كادير ورفاقه؟ هل حقا ان ولد ابنيجاره الوزير الاول وجماعته وراء التحريض على قتلهم ام ان ولد هيداله استجاب لرسالة ارسلها بعض اهم اعيان واطر الترارزه تطالب باعدام احمد سالم ولد سيدي رفاقه وقعت من طرف 98 رجل ووجيه بارز؟ ام ان التسرع جاء بعد علم ولد هيداله عن طريق ولد ابنيجاره ورفاقه ان طارق عزيز رسول الرئيس صدام حسين في الطريق الى موريتانيا يحمل رسالة من صدام حسين يطالب فيها بعدم اعدام الانقلابيين" ؟ هل كان تصويت اللجنة العسكرية حاسما في مسألة الإعدام وهل حقا طلب ولد الطايع من قادة المناطق العسكرية المغادرة الى مناطقهم وتم التصويت في دائرة ضيقة لصالح الإعدام من طرف ولد الطايع وو بوخريص ودحان ولد احمد محمود ؟ ام ان تعجيل الاعدام مجرد مكيدة من ولد الطايع حتى لا يعترف الكوماندوز بضلوعه في المحاولة الفاشلة هو وبعض رفاقه ؟ نشير في الاخير الى ان العقيد احمد ولد عبدالله تم الاتصال به من طرف الكوماندوز قبل المحاولة للمشاركة فيها لكنه رفض الا انه =حسب مصادرنا- لم يش بهم كما ان الاوامر بتنفيد الاعدام صدرت من قائد المنطقة العسكرية السادسة محمد ولد لكحل الدي يتلفى الاوامر بدوره من قائد الاركان معاوية ولد الطايع الدي يتلقى الاومر من قائده الرئيس محمد خونه ولد هيداله، وقد تولى التنفيد الاعدام العقيد محمدولد الفايدة وتم دفن الجثث في ثكنة اجريده العسكرية التي تمت فيها المحاكمة بحسب بعض من حضر تنفيد احكام الاعدام.

 

المصادر:

صحيفة تقدمي.

صحيفة الخبر الموريتانية.

ـ صور من الأرشيف الفرنسي.

تصفح أيضا...