توصل باحثون في (وايل كورنيل للطب - قطر) إلى أن الجِمال يمكن أن تكون أحد المصادر المحتملة لأجسام مضادّة علاجية، ربما تكون ذات خاصية شفائية للإنسان في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وأضح الدكتور لطفي شوشان، أستاذ الطب الوراثي وعلم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة في وايل كورنيل للطب-قطر، أن الأجسام المضادة، أحادية السلسلة (أجسام نانوية) في الجِمال أحادية السنام يمكن إنتاجها بكمية ضخمة، وربما باستطاعتها أن تصل إلى أهداف فيروسية مخفية أمام الأجسام المضادة التقليدية.
واستعان الباحثون بأحد المستودعات الأحيائية لأخذ عينات من الجِمال، يعود بعضها إلى ما قبل ظهور جائحة كوفيد-19، وبعضها الآخر إلى ما بعد الجائحة، وجميعها لجِمال لديها أجسام مضادة لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وتوصل الاحثون إلى أن الأجسام المضادة لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الجِمال أحادية السنام قادرة بالفعل على منع فيروس كوفيد-19 من الالتصاق بخلاياها المستهدفة.
وأوضح الدكتور شنان أن العلاج المقترح "يقوم على الإتيان بأجسام مضادة معدّلة جينيا من الجِمال تشكّلت من 3 أو 4 أجسام مضادة صغيرة في جزيء واحد، يتعرف كل واحد منها على أجزاء مختلفة من الفيروس. ومن ثم يُحقن الشخص المصاب بالفيروس بهذه الأجسام المضادة، وتعزز التوليفة التي تتألف من 3 أو 4 أجسام مضادة فرصة نجاح العلاج".
وأضاف "كل ما نقوم به أننا نستخدم ذلك الجزء من الجسم المضاد المستهدِف للفيروس، وإذا ما نظرنا إلى الأجسام المضادة التي تنتجها الجِمال أحادية السنام، نجد أنها تشبه إلى حد بعيد في هيكليتها تلك التي ينتجها جسم الإنسان؛ لذا لا نتوقع استجابة مناعية سلبية للعلاج، بسبب انتقال الأجسام المضادة من نوع إلى نوع آخر".
وشدد الدكتور شوشان على أن علاج الأجسام المضادة لن يكون بمثابة بديل للقاحات الحالية، وقال "نأمل أن تخفف اللقاحات المتاحة من حدة آثار الجائحة، وأن تحقق مناعة القطيع؛ لكن ثمة عقبات علينا التغلب عليها، مثل السلالات الجديدة التي تظهر من حين إلى آخر، وإن كان الخبراء يؤكدون فعالية بعض لقاحات كوفيد-19، كما يبدو، ضد السلالات المتحورة من الفيروس؛ لكن تهدف اللقاحات في المقام الأول إلى الحد من انتشار الفيروس، لا علاج المصابين بالمرض. وفي المحصلة، سيصيب المرض أعدادا من البشر، ويمكن استخدام الأجسام المضادة المأخوذة من الجِمال العربية كوسيلة علاجية".
المصدر: الجزيرة نت