في سورة الانشقاق قال تعالى " يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ"
في تفسير الطبري " فليكن عملك مما يُنجيك من سُخْطه، ويوجب لك رضاه، ولا يكن مما يُسخطه عليك فتهلك"
وأصل الكدح في كلام العرب : السعي في سبيل الحصول على الشيء بجد واجتهاد وعناء.
وفي تاريخنا السياسي ما بعد الاستقلال عرفت حركة الكادحين، وكان من اهتماماتها الوقوف مع الذين يكدحون ويعانون عمالا وفلاحين ومستضعفين ....
وأثناء زيارته للأهرامات كتب عالم الآثار والمفكر الإيراني الملتزم د.على شريعتي رسالته الكادحة إلى سيدنا بلال رضي الله عنه " أجل هكذا كان يا أخي "
سيدي وأنت على هذا النحو، وتحمل هذا الدلو، وترسم بهذه الصورة مشهدين عظيمين، مشهد المعاناة والتهميش، ومشهد الجد والعطاء
ترمز سيدي إلى خلل كبير أصاب المجتمع في بنائه وتلاحمه، وتعبر عن قطاع عرف الظلم والاسترقاق والحيف، ولازال كثير منه يعاني التهميش والتجهيل وبقايا من الاسترقاق، وعن مخلفاته حدث ولاحرج، وبهذه الصورة تعبر أيضا عن جهد وبذل طالما قامت عليه مصالح الناس كل الناس، فأنت رمز للمعاناة ورمز للعطاء.
تحية لك سيدي وأخي وأملنا في مجتمع نسود فيه جميعا، ونخدمه جميعا، تكون فيه الألوان والانتماءات والأشكال للعبرة والتنوع لا للتفاضل والاستعلاء ...
تحية لك وأنت تسرع الخطى نحو غد أفضل لا فضل فيه لأحد على أحد إلا بالتقوى وخدمة الناس وحسن الخلق.
تحية لك وأنت تصنع صورة السنة، تحية لك وأنت الكبير، والآخرون هم الصغار.