منذ أيام أتابع قضية ارتفاع أسعار موادٍ غذائية أساسية.. لستُ معنيًا بالموضوع شخصيًا، لأن هناك من يتولى عني العلاقة المباشرة مع الدكان.
صحيحٌ أنني اقطن في "الزعطر سيتي" لكن دُكّان العميد عبد الله متسامح جدًا ، بخلاف ابنه يحي حفظه الله ، الذي علمتُ أنه يأخذ قسطه من الراحة في الباديه، ويستعد للزواج مع ابنة عمه التي غالبًا ما يشغله الحديث معها عبر الهاتف عن تسريع طلبات الزبناء.
سأسوق هنا بعض المبررات الواهية لارتفاع الاسعار..هناك طلب عالمي كبير على البضائع، من وإلى الصين، قبل الإغلاق الذي تعتمده الصين سنويًا في بداية العام عادة..
هذا يعني ان الناقلات مشغولة عن طلباتنا الزهيدة بنقل طلبات أكبر..
هناك موسم زراعي وطني سيء جدًا، حيث أخرت الأمطار البذر حتى اقترب الشتاء ، وبالكاد أنتج الهكتار طنًا واحدًا بدل ثلاثة او اربعة اطنان في المعتاد، واغلب المحاصيل في الترارزة قضى عليها"فغنون".
من لا يعرف "فغنون" لا يهمني أن يقرأ لي، أو يُعلق على هذه التدوينة.
هناك دائما مشكلة صعوبة رسو السفن في ميناء نواكشوط أيام هيجان المحيط، لكن هذا يؤدي الى مضاربات في اسعار الدجاج والبصل والبطاطص فقط.
هناك تفاوت كبير في الأسعار لدى دكاكين البيع بالسقط، وقد استقر "شارع الرزق" والمزودون الوسطاء على رفع اسعار الأرز ، والزيت، واللبن، والمعجونات الغذائية، وارتفع سعر الدجاج في "امريصت لحموم" و"مرصت مسجد المغرب".
وكما ان أصاب دكاكين البيع بالسقط لا ناقة لهم في رفع الاسعار، فإن المزودين الوسطاء "ديمي گورَ" لا جَمل لهم أيضًا، لأن الكبار ومحتكري السوق هم أصحاب الكلمة العليا بشأن أرزاق الشعب وأقواته، وهم بدورهم يدّعون أسبابًا لرفع الاسعار..
لا تهم التبريرات، فمنذ تحرير السوق في أيام ولد الطايع، وتدخل مؤسسات "بروتن ووتز" والأسعار خاضعة لعوامل خارجية في المعلن، لكنها خاضعة أيضًا لجشع الكبار واحتكارهم، ولم يكن من بدٍ لدى ولد الطايع نفسه من الحفاظ على شركة "سونيمكس" رغم تعارض وجودها مع شروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لانعاش الاقتصاد الموريتاني.
لم تحل المرحومة "سونيمكس" دون ارتفاع الأسعار ، لكنها حالت قطعًا دون تغَوُل التجار، لشعورهم دائما بأن الدولة قادرة على التدخل في أي وقت، لكسر الاحتكار وفك الحصار عن الفقراء.
محمدن انجبنان مامون هل انت هنا؟
جاء رئيس الفقراء، وقرر في لحظة صفاء ذهني أن يُمكن أشخاصًا مقربين منه من أقوات الناس، فأراحهم من سونيمكس، كيْ تزيد الغلة، ولكي لا يكون لأي منهم عذرٌ في محدودية الأرباح...
لستُ على معرفة سابقة برؤساء الفقراء، ولم أقرأ عن شعب حكمه رئيس للفقراء قبلنا، ويبدو ان نظرية "رئاسة الفقراء" لا تُغري باختيارها كموضوع بحث لشهادة الدكتوراه..
من صفحة عبد الله ولد اتفغ المختار