قبل شهر من الآن كنت في جلسة مع أحد كبار مثقفي البلد .جرنا الحديث عن الوطن وهمومه وأساسا أمنه. إلى النقاش في خيارات عديدة لا داعي للحديث عنها هنا .
وخلال سنة من حكم رئيس الجمهورية . السنة التي نخرت فيها الجائحة كل جهد وسخر فيها كورونا من كبرياء الدول العظمى . كان رئيس الجمهورية يعمل بصمت وبكل جهوده وعلاقاته في مواجهة فيروسات وجوائح عديدة بعضها أشد فتكا من كورونا.
جائحة الفقر والتهميش :
لم يستوعب البعض منا إنشاء مندوبية للتضامن ومكافحة التهميش والإقصاء . بل كانت محل تندر لدي العض .
ذلك أنهم تعودوا منذ الاستقلال على طرق أخرى للتعامل مع هذه الإشكالات . ومن تلك الطرق ما كنا نشاهده
مساء في نشرات الأخبار. حيث يقف الفقراء والمهمشون طوابير يتسولون أمام الكاميرات كلغرمات من الأرز والقمح وغيره.
وفي زمن الجائحة صان رئيس الجمهورية لهؤلاء ماء الوجه وأرسل وحدات من الجيش الوطني توزع آلاف السلال الغذائية على الفقراء في بيوتهم وفي عتمة الليل . ليست صدقة سر ولكنها رؤية رجل يحترم مواطنيه.
ولأن الغبن ناتج عن عوامل عديدة منها التاريخي المعرفي والإجتماعي . جاءت ميزانية تآزر مائتي مليار أوقية لمعالجة الخلل البنيوي المعقد والذي كان السبب في وجود التهميش والإقصاء. إلحاح الفقر وجبروته لا يسمح للفقراء بالإنتظار
ولذلك وزعت وتوزع تآزر مئات الملايين من الأولية على الفقراء والمهمشين . بنفس الطريقة التي يرسل بها الواحد منا لأهله مصروفهم الشهري. " غزة تيليكوم" ولعمري إن ذلك لعمل صالح. بدليل أن لا أحد منا إلا ويعرف قريبا أو ذا رحم من فقراء جهته استفاد من هذا الجهد الكبير.
واليوم يأتي القرار الجديد بتوفير التأمين الصحي لمائة ألف أسرة _تتكون الواحدة منها في المتوسط من ستتة أفراد _
يأتي هذا القرار رغم الجائحة وشح الموارد غيثا هنيئا مريئا.
ومن يعرف قيمة التأمين الصحى لدى الحاجة إليه في المستشفيات . يدرك كم يتعب رئيس الجمهورية من أجلنا.
ومن يعرف حاجة المتقاعد إلى المال وهو ينتظر مبلغا زهيدا من صندوق الضمان الاجتماعي . يعرف قيمة الجهد الذي بذله غزواني بمضاعفة معاشات المتقاعدين.ومن ابتلي في أسرته بولد أو أخ من ذوي الاحتياجات الخاصة يعرف حجم الجهد الذي يبذله رئيس الجمهورية وهو يشمل هذه الفئة باهتمامه ورعايته.
ومن عاش الظلم والغبن في مؤسسات الدولة يعرف حجم الجهد الذي بذله رئيس الجمهورية وهو يرفع المظالم عن مواطنيه في مؤسسة القضاء و مؤسستي وكالة الأنباء والتلفزة الموريتانية .
ومن توجع عياله تحت الزمهرير والسموم يعرف حجم الجهد الذي يبذله رئيس الجمهورية من أجلنا من خلال مكونة داري التي بدأت العمل في الحوض الشرقي لعصابة ولبراكنه. والبقية في الطريق.
ومن يعرف تعطش الشباب الباحث عن الذهب في الشكات وإحساسهم بأنها محتكرة عنهم يعرف حجم الجهد الذي يبذله الرئيس من خلال إنشاء شركة معادن وتذليل الصعاب للمنقبين في منطقة الشكات وتمكينهم منها . وللعلم الأخبار الواردة من هناك مبشرة .عل عكس ما يروج له الذين يصطادون في خيالاتهم .
ومن يتابع قناة الموريتانية يعرف كم بذل رئيس الجمهورية من جهد في سبيل نشر الخبر وجعل كل موريتاني في الصورة .
لقد دخلت قناة الموريتانية كل بيت من مدر أو وبر. كل ذلك بأوامر من رئيس الجمهورية . الذي لو كان يريد التغطية على فشل أو سوء تخطيط لاكتفي في نشرات الأخبار بصور افاركو و عبارة غادر ووصل . المعهودتان في نشرات الأخبار.
ورث رئيس الجمهورية دولة هشة لا مالا فيغني عن الآخر ولا رضى دوليا فيستقطب التمويلات الأجنبية . ومع ذلك داهمتنا جائحة كورونا .وكان تعاطي الرئيس مع الجائحة سريعا وواعيا. عبر خطط سريعة و محبوكة بقوة . على المستوى الصحي والاجتماعي. فلم نلحظ بطش كورونا كما حصل في العالم من حولنا . ولا داعي لذكر تلك الخطط فجميعكم يعرفها.
وعلى مستوى العلاقات الدولية والإقليمية ' أبان رئيس الجمهورية عن حنكة سياسية نادرة وصبر قوي على الأزمات
وجعل من بلادنا قبلة للساسة وصناع السياسة الدولية .
تماما كما حصل في القمة الثانية لرؤساء دول مجموعة الساحل الخمسة.
ومنذ الإثنين الماضي يكثف رئيس الجمهورية أداءه السياسي مبرزا صدق المثل " راجل يبني حلة ' وحلة ما تبني راجل".
فالحظوة التي نالها غزواني في الأليزيه،أظهرت أن أداء الرجل أيام كان قائدا للجيوش هيأ له فرنسا بقوتها وتأثيرها في أوروبا. الأمر الذي جعل أحد ساستها ينبري في العمل من أجل هيكلة ديون موريتانيا التي لم يقترضها غزواني ولكنه ورثها ضمن التركة السيئة التي وجد أمامه.
وغير بعيد من باريس يدخل غزواني كأول رئيس موريتاني مقر حلف الناتو . وينتهي اجتماعه بالأمين العام لأقوى منظمة دولية مختصة بالأمن والدفاع .بنتائج جيدة .
لقد كنا في أمس الحاجة إلى رجل مثقف يعمل بكل جهده
واعيا بخطواته مسكونا بهموم شعبه ساعيا إلى بناء دولة تستمر بعده . لذلك فإن رئيس الجمهورية يتعب من أجلنا
فلنبذل معه الجهد في سبيل بناء وطن قوي وآمن.
أحمد محمود العتيق.