واقع المسمين اليوم يندي له الجبين وهو واقع مؤسف بسبب الفرقة والتشرذم وانتشار حركات متطرفة تحمل الإسلام شعارا دون أن يكون لها أي علاقة بقيم لإسلام ولهذا كان لزاما علي القيادات الدينية أن تتحرك وكان لزاما علي المنظمات الإسلامية أن تصحو من سباتها وأن تتحرك من أجل ملئ فراغ كبير استغلته حركات متطرفة لتلعب أدورا مشبوهة ولتدخل المسلمين في أتون حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
وفي هذا السياق يقود معالي الشيخ محمد العيسي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وأحد أبرز القيادات الدينية المؤثرة في العالم الإسلامي دبلوماسية دينية ناعمة تتحرك لتخترق عوالم ظلت مغلقة , ولتساهم في تعريف غير المسلمين بالإسلام وبصورته الناصعة وبقيمه الوسطية .
هذا الحراك تمثل في قيادة الدكتور العيسي لمؤتمر وثيقة مكة المكرمة الذي انعقد بحضور أكثر من ١٢٠٠ عالم ومفتي من مختلف القارات وممثلين عن جميع الطوائف الإسلامية وقد خرج هذا المؤتمر بوثيقة تاريخية تعد امتدادا لوثيقة المدينة المنورة التي كانت أول ميثاق لحقوق الانسان في العالم أجمع .
إن هذه الوثيقة التي تبنتها بالاجماع دول منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الأخير هي دستور إسلامي خالد وهي عصارة جهد وثمرة توافق بين علماء الأمة كان الشيخ العيسي مهندس تلك الوثيقة التي وقعت في أقدس البقاع وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأ مير محمد بن سلمان الذي أولي عناية خاصة لهذه الوثيقة التاريخية .
تحركات الشيخ العيسي شرقا وغربا وقدرته الكبيرة علي الاستماع إلي الاخر حتي لو كان مخالفا وردوده العقلانية علي كل الذين يهاجمون الإسلام دفعته ليكون بامتياز قائد الدبلوماسية الإسلامية الناعمة .
إن الأمة اليوم تحتاج إلي مشايخ يدافعون عن مقدساتها وقيمها بالحكمة والكلمة الطيبة وبدبلوماسية تفتح القلوب وتدفع كل شبهات التطرف التي يريد أعداء الأمة إلحاقها بدين الرحمة ودين الاعتدال والوسطية .
الدبلوماسية الناعمة سلاح قوي في عالمنا اليوم ويمكن أن تحقق ما عجز عنه أصحاب الشعارات والمزايدين الذين تكثر شعاراتهم وتقل أفعالهم بل وتتناقض في أول امتحان .
لقد أصبحت رابطة العالم الإسلامي تحت قيادة معالي الدكتور العيسي خيمة وافرة الظلال تحتضن كل القادة الدينين المؤثرين في العالم الإسلامي كما أنها أصبحت منظمة عالمية لا يختصر حضورها علي القطاع الديني والخيري وإنما يتجاوزه إلي القانوي والحقوقي والثقافي ,ورغم أن التحديات كبيرة وواقع الأمة المحزن فإن رابطة العالم الإسلامي بقيادة الشيخ العيسي ساهمت وستساهم في رفع هذه التحديات وفي خدمة الإسلام والمسلمين بهدوء وبدون شعارات , ولا مزايدات فقد مللنا الشعارات الجوفاء والمتاجرين بجراح الأمة الذين يبيعون الوهم لشعوبها .
يستحق الدكتور العيسي بأدائه علي رأس رابطة العالم الإسلامي أن يتوج قائدا للدبلوماسية الإسلامية الناعمة وذلك بحضوره الدولي الوازن وبقدرته الكبيرة علي صناعة السلام ونشر قيم التسامح بين الأمم وتشجيع التعاون بين القيادات الدينية المعتدلة دون تفريط ولا تنازل عن ثوابت ديننا الإسلامي الحنيف .