أسست منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع تحالفات لابتكارات التأهب الوبائي مثل جافي "Gavi" وسيبي "Cepi"، قبل أشهر، مبادرة "كوفاكس" "Covax" بهدف ضمان توزيع عادل للقاحات.
وحتى الآن، انضمت عشرات الدول إلى هذه المبادرة، بعضها يمول بنفسه جرعات اللقاح، وأخرى تحتاج إلى دعم مالي. وتعد مبادرة "كوفاكس" بتوفير جرعات تكفي لتطعيم ما يصل إلى 20% من سكان كل بلد.
ويضم البرنامج حاليا 9 لقاحات مرشحة، من بينها اللقاحان الواعدان لـ "أسترازينيكا" AstraZeneca و"مودرنا" Moderna، ولكن ليس من بينها لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech)، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
كما تعهد الاتحاد الأوروبي بدعمه لمبادرة "كوفاكس" وساهم حتى الآن فيها بـ 400 مليون يورو (حوالي 487 مليون دولار) وحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فإن التوزيع العادل لجرعات التطعيم مشروع مهم.
وتعتزم مبادرة "كوفاكس" أيضا جمع ملياري جرعة لقاح بحلول نهاية 2021، إلا أنه لم يتم بعد توفير التمويل اللازم. تقول ماتشيديسو مويتي، الرئيسة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بأفريقيا، إن المبادرة جمعت حتى الآن حوالي 5.5 مليارات دولار، إلا أنه ستكون هناك حاجة لحوالي 4.2 مليارات أخرى.
ووفقا لمتحدثة باسم تحالف "جافي" تم بالفعل تأمين مئات الملايين من جرعات اللقاح، مضيفة أنه تم مؤخرا توقيع بيان نوايا لتوفير 200 مليون جرعة أخرى، موضحة أنه سيُجرى بعد ذلك الإعلان عن مزيد من الاتفاقيات في الوقت المناسب.
لكن مبادرة كوفاكس وحدها ليست كافية لهزيمة فيروس كورونا بالبلدان النامية، حيث قال جون نكينجاسونغ، رئيس مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأفريقيا، وهي منظمة تابعة للاتحاد الأفريقي، إن القارة تسعى إلى تطعيم 60% من سكانها من أجل تحقيق مناعة القطيع. وفي المقابل، لا توفر المبادرة جرعات من اللقاح إلا بنسبة 20% من إجمالي عدد السكان كحد أقصى.
لذلك، وفقا لنكينجاسونغ، يحاول مركز مكافحة الأمراض في أفريقيا تأمين أموال إضافية من البنك الدولي وبنك التصدير والاستيراد الأفريقي، من أجل شراء جرعات تطعيم إضافية.
ومع ذلك، سيكون التحدي الأكبر هو اللوجستيات. فلقاح فايزر على سبيل المثال يجب تخزينه في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر. يعود نكينجاسونغ فيقول "هذه الظروف تجعل من الصعب للغاية على قارتنا الحصول على التطعيمات بسرعة" مضيفا أن لقاح أسترازينيكا أكثر جاذبية لأفريقيا بسبب شروط التبريد الأبسط، رغم أنه أقل فعالية. وهناك صعوبة أخرى تتمثل في الوصول إلى الناس بالقرى النائية ومناطق النزاعات.
لذلك، يدعو هذا المسؤول الصحي إلى التحلي بالصبر، وقال "علينا أن نكون واقعيين في أننا لن نحصل حقا على لقاحات لأفريقيا قبل حلول منتصف العام المقبل".
هناك إذن الكثير من الأمور على المحك في أفريقيا. فقد يؤدي عدم تلقيح جزء كبير من السكان بالسرعة الكافية إلى عواقب وخيمة على المدى الطويل.
الجزيرة نت