كيف تحصل الدول الفقيرة على لقاحات "كورونا"؟

سبت, 19/12/2020 - 13:39

أسست منظمة الصحة العالمية، ‫بالتعاون مع تحالفات لابتكارات التأهب الوبائي مثل جافي "Gavi" وسيبي "Cepi"، قبل ‫أشهر، مبادرة "كوفاكس" "Covax" بهدف ضمان توزيع عادل للقاحات.

‫وحتى الآن، انضمت عشرات الدول إلى هذه المبادرة، بعضها يمول بنفسه ‫جرعات اللقاح، وأخرى تحتاج إلى دعم مالي. وتعد مبادرة "كوفاكس" ‫بتوفير جرعات تكفي لتطعيم ما يصل إلى 20% من سكان كل بلد.

ويضم ‫البرنامج حاليا 9 لقاحات مرشحة، من بينها اللقاحان الواعدان  لـ‫ "أسترازينيكا" AstraZeneca و"مودرنا" Moderna، ولكن ليس من بينها لقاح  "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech)، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

‫كما تعهد الاتحاد الأوروبي بدعمه لمبادرة "كوفاكس" وساهم حتى الآن فيها ‫بـ 400 مليون يورو (حوالي 487 مليون دولار) وحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ‫دير لاين، فإن التوزيع العادل لجرعات التطعيم مشروع مهم.

وتعتزم مبادرة "كوفاكس" أيضا جمع ملياري جرعة لقاح بحلول نهاية 2021، ‫إلا أنه لم يتم بعد توفير التمويل اللازم. تقول ماتشيديسو مويتي، ‫الرئيسة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بأفريقيا، إن المبادرة جمعت ‫حتى الآن حوالي 5.5 مليارات دولار، إلا أنه ستكون هناك حاجة لحوالي 4.2 ‫مليارات أخرى.

ووفقا ‫لمتحدثة باسم تحالف "جافي" تم بالفعل تأمين ‫مئات الملايين من جرعات اللقاح، مضيفة أنه تم مؤخرا توقيع بيان نوايا ‫لتوفير 200 مليون جرعة أخرى، موضحة أنه سيُجرى بعد ذلك الإعلان عن مزيد ‫من الاتفاقيات في الوقت المناسب.

‫لكن مبادرة كوفاكس وحدها ليست كافية لهزيمة فيروس كورونا بالبلدان ‫النامية، حيث قال جون نكينجاسونغ، رئيس مركز مكافحة الأمراض ‫والوقاية منها بأفريقيا، وهي منظمة تابعة للاتحاد الأفريقي، ‫إن القارة تسعى إلى تطعيم 60% من سكانها من أجل تحقيق مناعة ‫القطيع. وفي المقابل، لا توفر المبادرة جرعات من اللقاح إلا بنسبة 20% ‫من إجمالي عدد السكان كحد أقصى.

لذلك، وفقا لنكينجاسونغ، يحاول مركز ‫مكافحة الأمراض في أفريقيا تأمين أموال إضافية من البنك الدولي وبنك ‫التصدير والاستيراد الأفريقي، من أجل شراء جرعات تطعيم إضافية.

ومع ذلك، سيكون التحدي الأكبر هو اللوجستيات. فلقاح فايزر على سبيل ‫المثال يجب تخزينه في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر. يعود ‫نكينجاسونغ فيقول "هذه الظروف تجعل من الصعب للغاية على قارتنا الحصول على ‫التطعيمات بسرعة" مضيفا أن لقاح أسترازينيكا أكثر جاذبية لأفريقيا ‫بسبب شروط التبريد الأبسط، رغم أنه أقل فعالية. وهناك ‫صعوبة أخرى تتمثل في الوصول إلى الناس بالقرى النائية ومناطق ‫النزاعات.

لذلك، يدعو هذا المسؤول الصحي إلى التحلي بالصبر، وقال "علينا أن ‫نكون واقعيين في أننا لن نحصل حقا على لقاحات لأفريقيا قبل حلول منتصف ‫العام المقبل".

‫هناك إذن الكثير من الأمور على المحك في أفريقيا. فقد يؤدي عدم تلقيح ‫جزء كبير من السكان بالسرعة الكافية إلى عواقب وخيمة على المدى الطويل.

 

 

الجزيرة نت

تصفح أيضا...