في ذكرى المرحوم خونا محمد يسلم / محمد يحيى ابَّ

ثلاثاء, 15/12/2020 - 11:19

في 15 دجنبر 2019، رحل عن هذه الدنيا، بطريقة مأساوية، إطار من مستوى عال، ذو خلق عظيم، يملؤه الطموح لبلده وأصدقائه وذويه.

والحقيقة أنه كان يستحق التشريف في حياته نظرا لعمله الخيري الذي استفادت منه فئات عديدة من المحتاجين الذين جنوا ثمارَ تعاضدياته الاجتماعية التي ما فتئ يرعاها بعناية وسط محيطه وما جاوره.

إنه شخص دمث الأخلاق، قريب من الناس، عُرف بالجدية أثناء عمله في الإدارات والمؤسسات والمعاهد ومن خلال تعامله مع الأحداث.

بعد فاجعة الموت التي أصابته، أدرك أقرب المقربين منه ممن يدعون معرفة خصاله وفضائله، بواسطة الشهادات المتكررة والمتطابقة، أنهم لا يعرفون منها إلا النزر القليل.

فكم من الموريتانيين ومن الأجانب، من كل حدب وصوب، ممن التقوه في حياته ولو لمدة قصيرة جدا، شهدوا له بالرفق والحلم والكرم بحجم لا يتصوره أحد.

إن هذا المهندس، الذي مارس التعليم وعاش محنة الموظف العمومي، ظل مثالا لخادم الدولة الدؤوب النزيه المرح.

وحتى لا يبقى رهينَ مهنة المصاعب ومن أجل أن يحرر طاقاته، اختار صاحبنا مزاولة العمل الخاص. ومن حسن حظه أنه صادف رجلَ أعمال فريدا من نوعه يستكشف أصحاب الكفاءات والمسلكيات النادرة القادرة على إعطاء دفع قوي للمقاولات الصناعية والتجارية.

ومن الغريب أنه سينال حتفه في إحدى تلك المؤسسات التي تمتاز بالحيوية وروح الإبداع والاختراع بين ملإ من الناس (أرباب عمل، زبناء، عمال) راق لهم سلوكه ونال إعجابهم وافتقدوه مكلومين آسفين.

إنه خونا محمد يسلم !

نرجو من الله العلي القدير أن يُسكنه فسيح جناته، كما نتمنى أن تينع بذرة الوطنية التي غرسها حتى تُؤتي أكلها من أجل سعادة إخوته ورفاقه من المواطنين.

ملحوظة: لا بأس إن تأسست "هيئة خونه للعمل الاجتماعي" حتى تضرب المثل الأعلى في مواصلة العمل الخيري الذي دشنه ولازمه المرحوم، والذي لا غنى عنه للحفاظ على اللُّحمة الاجتماعية في موريتانيا.

انواكشوط 15 دجنبر 2020   

محمد يحيى ابَّ

تصفح أيضا...