لا أعتقد أن المهمشين بحاجة الى نضال " يحرك بيك " او " خليه إمسني إدور ينحبس " و أعتقد أيضا أن بلاد مثل أمريكا كان يمكن للمناضلين فيها أن يكتسبوا سلوكا مدنيا و آخر نضاليا أفضل مما قدمه العشرات من جاليتنا هناك في إحتجاجهم اليوم أمام مقر إقامة الوفد الموريتاني الى الأمم المتحدة ، ورغم إحترامي الشديد للذين عبروا اليوم عن رأيهم أمام الفندق الذي يقيم فيه رئيس الجمهورية في نييورك في بلاد ( الحرية و الديمقراطية الأمريكية ) بالطريقة و الاداء و العبارات الموريتانية العاطفية البداواتية التي إستدعت تدخل أمن الفندق أكثر من مرة و هو مكان تجاري عام ، ورغم معرفتي بوعي و ثقافة و مدنية و سلمية بعض الوجوه التي ظهرت في الوقفة و الفلم بل و تشبعها حتى الثمالة من الثقافة و القيم و الحرية الأمريكية و الذين تربطني ببعضهم أواصر أخوة و صداقة و رفقة و مساكنة و دراسة ،الا أن الصورة العامة للوقفة ( الخرجة الأولى لتلك المبادرة " الدولية " المناهضة لنظام محمد ولد عبد العزيز ) لم تكن في نظري موفقة في الأداء و لا في الشعارات و لا في التعبيرات ، ولعل مغالطات للمتابع هنا في موريتانيا هي التي شابت تلك المهمة المشروعة من قبيل "الوفد الموريتاني يعتدي علينا بألفاظ نابية " و " المناضلون يحاصرون الوفد " و " الوفد يبحث عن مخارج خلفية تهربا من وسائل الاعلام الدولية التي تغطي التظاهرة الوقفة " وهو ما لا يحتاجه نضال صادق او حراك مبتدأ ، ناهيك عن حالات الانضباط و التودد و الانقياد العفوية التي كانت تطبع سلوك بعض المتحركين في لقاطات الفيديو حينما يتعلق الأمر في تعاطيهم مع أموامر أمن الفندق و نواهي النظم و القوانين الأمريكية التي يعرفها جلهم جيدا ، عموما كنت أتمنى أن يقدم لنا الإخوة في الحراك الدولي نمطا نحتذي به وطنيا في النضال و الاحتجاج المتحضر خاصة و أنهم ينعمون بالعيش في أكبر دولة راعية للبقر و الحرية الحمراء المفخخة و ديمقراطية الدبابات و الإنقلابات و الاحتلالات ، بدل أن يستوردوا اليها أساليبنا الحديثة العهد على التعبير و الديمقراطية و يصدروها الينا عبر السوشيو ميديا ليتلقفها شبابنا وبعض متسيسينا المنبهرين بكل ماهو قادم من الغرب و أمريكا الانطباعيين و الشكليين و المقليدين بالفطرة و النشاة و التكوين .
ختاما أعتقد أن مهمة المغتربين من بني وطننا كانت يمكن ان تكون تصدير أفضل ما عند دول مهجرهم من أدبيات و سلوك و مناهج علمية و تربوية و أساليب تنموية و إقتصادية وتجارية وزراعية و حوالات مالية تسهم في الرفع من المستوي الإجتماعي و الإقتصادي و السياسي لشعبهم الذي دفعتهم ظروفه المزرية أصلا الى الهجرة وتكبد مشاقها و شغف عيشها ، كما هو حال الجاليات المصرية و المغربية و التونسية و اللبنانية و اليمنية و السودانية في أمريكاا و الغرب مع بلدانهم
تحياتي و تقديري و إحترامي الأصدقائي هناك و رفاقي المحترمين الذي ظهروا في هذه الخرجة كل باسمه و وسمه .