رغم الإكراهات.. سفينة الوطن تستوي على الجودي/ محمد محمود ولد العتيق

أربعاء, 25/11/2020 - 16:39

طالعت صدفة منشورا موقعا باسم من يسمي نفسه " الحراك الوطني لنصرة المظلومين " 
ما أدهشني في المنشور أن كاتبه يستعدي البسطاء على وطنهم و يحشر الألفاظ حشرا فيما كتبه. لا يلقي بالا ولا يتحرى منطقا .
يتحدث عن رئيس الجمهورية المنتخب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بكلام لا يستقيم  أمام البراهين و إجماع الشعب على الرجل.

ثم يتحدث صاحب المنشور عن ظلم يتعرض له الرئيس السابق للبلاد السيد محمد ولد عبد العزيز. 

بدافع حب الإستطلاع تابعت قراءة المنشور لعلي أقف على طبيعة الظلم الذي تحدث عنه الكاتب.

فخرجت بالملاحظات التالية:

حديثك عن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وكأنه أحد تابعي الرئيس السابق جاء به من تحت جلبابه

لا يستقيم عقلا ولا منطقا.

جاء ترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني استجابة لدعوات كثيرة من الساسة والفاعلين في الوطن.

وبعد الكثير من التروي والتأمل في واقع البلد و مآلاته ونظرا لما يجد في نفسه من خبرة ودراية بحال الوطن والمواطن ومكامن الخلل هنا وهناك وجد أن من واجبه 

أن يترشح لرئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية

ففعل . 

كان إعلانه للترشح نهارا جهارا في ملعب المرحوم شيخا ولد بيدي. دليلا قاطعا على أنه لم يخرج من جلباب أحد.  وكان الحضور الجماهيري المنقطع النظير والذي تدفق على الشوارع والأرصفة المجاورة دالا على أن ترشحه جاء تلبية لمطالب الجماهير. وقد أعلن في خطاب الترشح أنه يقدر لمن سبقوه جهدهم في بناء الوطن وأنه سيبدأ من حيث انتهوا.

وتعهد للموريتانيين بالعمل جادا على الوقوف مع المظلومين والمهمشين والمقصيين. ففعل حين صوت له الموريتانيون واجمعوا على أنها لا " تصلح إلا له ولا يصلح إلا لها".

شرع فور استلامه السلطة في تطبيق تعهداته وفق آلية واضحة .بدأها بمندوبية التضامن ومكافحة الإقصاء"

تآزر". بميزانية بلغت 200 مليار أوقية .

والناظر بعين سليمة لا يعميها الحقد يرى آثارها في سيلبابي من خلال مكونة "داري" التي هي قيد الإنجاز وشبكات الطرق المعبدة في المدينة الجديدة رغم أنها بدأت منذ سنة واحدة. ورغم شح الموارد حين استلامه السلطة.

الناظر بعين سليمة لا يعميها الحقد وتضع الأمور في نصابها وتعلم أن الأمور كما بدأت تنتهي وأن موريتانيا جمهورية وليست مملكة لأحد يرى آثار العمل الجيد لمندوبية تآزر في الوقوف مع الفقراء والأسر الهشة حين ضربت جائحة كورونا بلادنا وبلغت القلوب من فقراء البلد الحناجر. آلاف الأطنان من المواد الغذائية يوزعها الجيش على الأسر الضعيفة في مساكنها دون أن يفقد منها أحد ماء وجهه.

آلاف الأسر الفقيرة تستلم مبالغ مالية في مساكنها و على امتداد التراب الوطني.

جائحة كورونا ضربت أقوى اقتصادات العالم وهددت آمريكا وأوروبا حتى في بقائها كدول. في حين مرت علينا بفضل وحنكة رئيس الجمهورية وحكومته بأقل الخسائر.استقدمنا مغتربينا وطلابنا من الخارج وتم إيواؤهم في الفنادق على حساب الدولة. وعولج المصابون منهم كل ذلك على حساب الدولة .

اختار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حكومته من التكنوقراط. مبتعدا عن التحزب والتخندق السياسي والإقصاء الذي كان منهجا لسلفه الذي اعتمد مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا. اما الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فقد أفسح للموريتانيين جميعا  في قلبه قبل مجلسه يحاور هذا ويستشير ذاك ويستمع للجميع.  

من أجل ذلك تداعت إليه موريتانيا جميعها وقالت بصوت واحد . نعم للرئيس غزواني اليوم وغدا.

سنة واحدة من عمر مأمورية الرجل كانت لتكون بحجم عشر من قبله وأكثر لولا ما سببته جائحة كورونا من خسائر اقتصادية وإكراهات كثيرة. فما بالك بالبشائر التي تلوح في الأفق.

يقول المثل؛" المكتوب يعرف من عنوانه" تعهد الرئيس السابق مع احترامي الكبير له بأن يكون رئيسا للفقراء. وصدق في ذلك حيث أملقنا في عشريته إلى حد أن الواحد منا لم يعد له من هم إلا قوت يومه ولا يكاد يجده.

وجاء غزواني بتعهداته فرايناها وعشناها وبدأ يطبقها مرحلة مرحلة. وذي أولوياته تترى مبتدأ بالتعليم والمدرسة الجمهورية إلخ.

وليس من الإنصاف خاصة من طرف من يسعى لنصرة المظلوم أن يقرأ الوقائع  وفق الهوى. خاصة عندما  اعتبر إنشاء اللجنة البرلمانية استهدافا للرئيس السابق.

في حين أنها لجنة مستقلة أنشأها برلمان منتخب في عهد الرئيس السابق وتحقق في الفساد الذي كان يحترمه الرئيس السابق. فبأي حق نلوم هذه اللجنة وهي منبثقة عن المؤسسة التشريعية الأولى في الوطن " البرلمان ". وليست تستهدف شخصا بعينه وإنما بحسب تحقيقاتها تحصي للمشمولين في التحقيق أعمالهم فمن وجد خيرا فذلك عمله يحصى له وليحمد الله. ومن وجد الشر فبما كسبت يده فلا يلومن إلا نفسه. وما أظن صاحب التدوينة إلا يعلم أن  البرلمان مستقل عن السلطة التنفيذية.

أما حديث الكاتب عن الشرائح والمكونات الاجتماعية فما أراه موفقا إن لم يكن رعاف قلم  لم يجد صاحبه فكرة منسقة يكتب عنها. وفي هذه اقول له: لك الحق يا أخي أن تناصر من تشاء وتقف مع من تشاء ولكن وفق المنطق ووفق القيم المشتركة الناظمة للمجتمع. فجميعنا مواطنون سواسية أمام القانون  وبجميع مكوناتنا . ولكن هذه المرة قوينا ضعيف أمام الحق والعدل حتى يقول كلمته فيه . وضعيفنا قوي بالعدل والقانون حتى يأخذ له حقه. متأملين قوله تعالى

" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض فنجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين".

أريد فقط أن أطمئن صاحب المنشور أن الوطن بخير وأن سفينته تبحر آمنة رغم كل الإكراهات. وأن ربانها ماهر هادئ وصارم. فمن ركب معنا سفينة الوطن فهو منا ونحن منه. ومن ظن غير ذلك . فلا عاصم لأحد من العدل والحق في وطن بدأ مواطنونه يحسونه قريبا منهم يجمعهم معا. يؤمنهم ويطعمهم ويداويهم ويعلمهم  أن المواطنين سواسية كأسنان المشط . وأن السياسة ليست إقصاء ولا تملقا. الوطن يسع الجميع ويحتاج الجميع.

وعلى ذكر العمل السياسي . لا اظن كاتب المنشور ينسى النجاح المنقطع النظير لقمة دول الساحل الأخيرة حيث حضره الرئيس الفرنسي ورؤساء حكومات اسبانيا ودول أوروبية أخرى إضافة إلى رئيسة الاتحاد الأوروبي ميركل والعديد من زعماء أوروبا.وكانت نتائجه جد إيجابية. أدار الرئيس غزواني أزمة الجارتين الشماليتين  بحنكة فائقة.  وأنت ترى وتسمع ما نجم عن ذلك .العاهل  المغربي ينوي زيارة موريتانيا قريبا ووزير خارجية الجمهورية الصحراوية يأتي محملا برسالة من رئيسه إلى غزواني. تعلم يا هذا أن الله تعالى يستحيي أن ينتزع البركة من موضع قد جعلها فيه. 

فإن كنت أردت بما كتبت خوفا  على الوطن فنم قرير العين لان الوطن بخير. وإن كنت أردت به  غير ذلك فاعلم أن للوطن رئيسا سوف بعون الله يحميه. وشعبا  أجمع على تزكيته والوقوف خلفه.
و أعلم أن  من معاني الحديث الشريف أن تنصر أخاك ظالما بأن ترده عن ظلمه.

 

أحمد محمود العتيق  

 

 

 

 

.

تصفح أيضا...