تبرز حتى الآن أسماء ثلاثة قياديين من حزب تواصل، كمرشحين محتملين لقيادة الحزب بعد تنحي رئيسه المؤسس محمد جميل ولد منصور، الذي تنتهي مأموريته الثانية والأخيرة وفقا لنصوص الحزب نهاية هذا العام، في حين تطفو على السطح ـ وإن بشكل أكثر خفوتا ـ بعض الأسماء الأخرى، لكن الحديث عن ترشحها يبقى ـ حتى الآن ـ مجرد تكهنات تفتقد إلى الجدية التي يكتسيها الحديث عن ترشح القياديين الثلاثة الذين تتداولهم أوساط الحزب والرأي العام، وهم:
1 محمد غلام ولد الحاج الشيخ، القادم من ولاية لبراكنة مرورا بجكني، وهو أحد أبرز الأوجه السياسية في حزب "تواصل" وأكثرها إثارة للجدل، وحضورا إعلاميا، قاد فريقه البرلماني في مواجهة شرسة مع أغلبية كبيرة، ترفض نهجه المعارض وتناهض خطه الإيديولوجي، صاحب علاقات خارجية واسعة في التيار الإسلامي عموما والإخوان خصوصا، في شتى أنحاء العالم، وقد نسج معظمها عبر بوابة نشاطه الواسع في محاربة التطبيع مع إسرائيل ودعم المحاصرين في قطاع غزة، ينقم عليه منتقدوه، حدته في النقد حتى للشركاء والرفاق، وانتقاء العبارات الصادمة لمهاجمة خصومه السياسيين، وهو ما جلب عليه منتقدين من خصومه، أكثر شراسة وحدة، قياسا لباقي زملائه.
2 ـ شيخاني ولد بيب، ينحدر من ولاية آدرار، يصنف على أنه صاحب التجربة الأعمق والأطول أمدا في العمل الإسلامي (من الجيل الأول)، من بين المرشحين الثلاثة، تراوحت أدواره بين النشاط في العمل الخيري، والنشاط السياسي الذي تفرغ له كأحد القادة من الصف الأول، منذ تأسيس "مبادرة الإصلاحيين الوسطيين" خلال الفترة الانتقالية الأولى، انتخب عمدة لبلدية دار النعيم سنة 2006، وقد أفقده ظهوره النادر على الواجهة الإعلامية ـ قياسا لزملائه ـ بعض الجماهيرية، في عصر تختصر فيه صناعة الإعلام مسافات، تتطلب عقودا من العمل الصامت، ويقول منتقدوه إن تجربته الداخلية، أعمق من تجربته مع الآخرين واحتكاكه بهم.
3 ـ الحسن ولد محمد، زعيم المعارضة الديمقراطية، العمدة الوحيد من بين عمد الحزب في نواكشوط، الذي أعيد انتخابه للمرة الثانية، يتسم بالرزانة والهدوء، والعزوف عن الصدام والمناطحة، يقول مؤيدوه إن تجربته في منصب العمدة كانت له وللحزب، ويقول منتقدوه إن تجربته في منصب زعيم المعارضة كانت على الحزب، قادم من شرق ولاية ترارزة مروا بولايتي لعصابة والحوض الغربي.
وأيا كان الرئيس القادم لحزب تواصل، أهو من الثلاثة الذين ذكروا آنفا، أم سيكون وجها آخر لم يكشف عنه النقاب الإعلامي حتى الآن، فإن ميزته التي سينفرد بها عن سائر قادة أحزاب المعارضة ومعظم أحزاب المولاة، هي كونه الرئيس الثاني لحزبه بعد مغادرة رئيسه الأول غداة انتهاء مأموريته القانونية، في بلد ترتبط فيه الأحزاب بالقيادات المؤسسة ولو طال الأمد.