موند آفريك ـ كانت الرباط ونواكشط تَأمل من وراء تنصيب سفير جديد للمملكة المغربية في الجمهورية الموريتانية، إعادة الدفء للعلاقات الثنائية بين البلدين، غير الذي حصل كان خطأ كبيرا، فوفقا للأخبار القادمة من العاصمة الموريتانية، فإن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، الذي تجاهل “الإيماءات” التي لوّح بها القصر المغربي لصالحه، رفض رفضاً قاطعا اعتماد حامد شابا الذي عيّنه الملك محمد السادس في 25 يونيو الماضي، سفيرا في موريتانيا.
وقال المحلل السياسي، كريم الدويشي، في مقال تحليلي له يرصد فيه العلاقات المغربية الموريتانية، نشره موقع “موند أفريك” “لا أحد يفهم حقا الأسباب التي تقود حاليا السلطة الموريتانية – التي تواجه غضب الشارع والمعارضة على نحو متزايد، خصوصا من قبل أنصارها الأكثر ولاء في مجلس الشيوخ والنخب الموريتانية بل حتى الديبلوماسية الأمريكية- إلى اتخاذ مثل هذه المواقف.
وأوضح صاحب المقال الذي عنونه “موريتانيا والمغرب نحو الانفصال” إنه “في الوقت الحالي تقول وزارة الشؤون الخارجية المغربية إنها لم تتلق أي اعتراض من قبل السلطة الموريتانية، ومن الواضح أن السلطات الموريتانية، التي تعمل بشكل غير عادي، تحاول شد أعصاب المسؤولين المغاربة التي تتهمهم بإيواء معارضين لنظام ولد عبد العزيز”.
وأوضح صاحب المقال أن “المملكة المغربية التي اعتادت على قلب مزاج الجنرال-الرئيس الموريتاني، لم تكن تريد أن ترفع من لهجتها حيال الأمر، غير أن الرئيس الموريتاني زاد من غضبه عشرة أضعاف. وبدأت الصحافة القريبة من الرئاسة الموريتانية فجأة بمهاجمة المغرب”.
وبحسب ما نقله صاحب المقال “أمرت هذه وسائل الإعلام بالعودة إلى اتفاق مدريد الثلاثي الذي وقعته المغرب وموريتانيا وإسبانيا، ونص على تقسيم الصحراء بين البلدين المغاربيين. وفي ذلك الوقت، لم تتمكن نواكشوط من تأمين جزء من الأراضي الصحراوية، في حين تشكل الصحراء خطا أحمرا للدولة المغربية، غير أن الرئيس الموريتاني يبدو أنه يلعب بموضوع حساس للغاية على أساس أنه “فتى سيء” ولكن هذا الموقف، للأسف، يشكل “إعلان حرب” للرباط.
ولا يبدو أن السلطة الموريتانية، بحسب المحلل السياسي، تريد أن تتوقف عند مستوى التهديدات. ووفقا لمعلومات متطابقة وردت في موقع Saharazoom.com، فإن السلطات الموريتانية قررت إغلاق معبر الكركرات الحدودي الذي يربط المغرب مع جارتها في الجنوب.
ومضى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن “هذا الملف حساس، فمعبر ”كركرات” هو المعبر الحدودي البري الوحيد بين المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ذو أهمية اقتصادية حاسمة، إذ تمر عشرات الشاحنات التي تنقل البضائع المغربية إلى بلدان الساحل تمر عبر هذه المدينة الحدودية.
وكانت موريتانيا طلبت من المسؤولين الجزائريين التعجيل بفتح طريق تندوف الزويرات، الذي يمكن أن يكون طوقا يربط بين ميناء وهران والبلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، يقول الدويشي، مضيفا أن “كل هذه المبادرات هي استفزازات حقيقية للمغاربة، ولأن نواكشط لم تتبنى خطا متوازنا في توجهاتها منذ وقت وطيل بخصوص جارتيها، الجزائر والمغرب، بسبب جرأتها العمياء، فإن هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى تهديد التوازن الإقليمي في المنطقة