كيف نقلع ونحن لم نقلع عن عاداتنا في اعتبار الدولة شاة بفيفاء لك ولاخيك ولاصهارك ، كيف نقلع ونحن ننتظر خضروات قادمة من خارج حدودنا، كيف نقلع ونحن نبحث عن حبة دواء مفقودة في كل صيدلياتنا، كيف نقلع ونحن نبحث عن قطرة ماء وعن كهرباء منقطع متقطع ضعيف حد الهزال، كيف نقلع مادام الفقير يزداد فقرا وحرمانا وبؤسا وتهميشا وغبنا، كيف نقلع مالم يقلع من يديرون شؤوننا عن خوصصة المال العام وتحويله لقصور وسيارات فارهة بدل خدمة المواطن وتوفير عيش كريم له ، كيف نقلع مادام ساكن الأحياء العشوائية مهما بلغ من كفاءة لاحق له في الولوج لوظيفة محترمة واقتصر طموحه على عنصر أمن أو فرد إطفاء،
كيف نقلع مادام أبناء واصهار الجنرالات والوزراء السابقين يتوارثون المناصب بدون استحقاق والامتيازات والصفقات على أساس القرابة والمصاهرة والصداقة، كيف نقلع مادام القواد والنمام وعديمي الكفاءة يتصدرون المشهد ، كيف نقلع ونحن نقدر المفسدين والمتملقين والمخبرين ونتجاهل المعلمين والأطر والدكاترة العصاميين، كيف نقلع ونحن نعيد نفس الشعارات ونسلك نفس الطريق المؤدي لدرك البقاء في ذيل جيراننا، كيف نقلع وتعليمنا يعاني عسر هضم مزمن سببته اصلاحات مرتجلة، كيف نقلع مادام أحدنا يصبح ففقيراظقيرا ويمسي غنيا بمجرد مكالمة هاتفية من نافذ لنافذ؟
الإقلاع ليس مستحيلا اذا تهيأت اسبابه اما في حالتنا فالحديث عنه سوء أدب مع الشعب
محمد ولد عبد القادر
قانوني وإعلامي